وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، كافة الجهات المعنية بخدمة الحجيج في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ببدء تنفيذ الخطط الميدانية المعتمدة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى اليوم الثامن من ذي الحجة لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . وأكد سموه على ضرورة تكامل الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، الرامية لتسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والأمان. وشدد سموه على أهمية العمل من أجل تحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى، وتنظيم عملية حركة المشاة إليها من قبل جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن، ووجه سموه الجهات المعنية بتوفير كل الاحتياجات الصحية والخدمية والتموينية، متابعة ذلك ميدانيا والعمل على حل أية إشكاليات تواجه الحجاج فورا ليتفرغوا لأداء مناسكهم في يسر واطمئنان. إلى ذلك وصلت طلائع ضيوف الرحمن مساء أمس إلى منى لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، استعدادا للتصعيد إلى عرفات غدا، حيث يؤدي ما يقارب مليونين وخمسمئة ألف حاج اليوم أول مناسك الحج، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج، وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لتقديم أرقى الخدمات لهم ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن و الأمان. وأكدت قيادة أمن الحج أنها أعدت خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج، وتنظيم عملية حركة المشاة، وجندت القيادة جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج إلى منى بمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، لتيسير عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم، وركزت الخطة المرورية على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات نقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة، ويتوقع أن تسهم المشاريع الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا العام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. ويقضى الحاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى، حيث يسن أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات يوم الثامن من شهر ذي الحجة، الذي يسمى «يوم التروية»، تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فاذا كان الحاج قارنا أو مفردا توجه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعا تحلل من العمرة، وأحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكةالمكرمة أو خارجها، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا بدون جمع ويسن المبيت في منى، ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، كما جاء في القرآن الكريم (واذكروا الله في أيام معدودات) والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة وسميت هذه الأيام بذلك لأن العرب كما قال ابن حجر كانوا يشرقون لحوم الأضاحي في الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده. ووقفت «عكاظ» على اكتمال كل الخدمات والتسهيلات في منى، إذ جهزت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات سلكية ولا سلكية ودورات للمياه ومواد التموين التي تفوق حاجة الحجاج، فضلا عن المبرات الخيرية التي تقدم الطعام والماء مجانا وغيرها من الخدمات، ما يجعلهم يقفون على هذا الصعيد الطاهر في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان والطمأنينة.