تقف أم الهنوف مكتوفة اليدين، أمام الديون التي تحاصرها، والمرض الذي ينهش في جسد أمها الطاعنة في السن، فضلا عن الحزن الذي يخيم على صغارها، في ظل غياب الاحتياجات الأساسية عنهم. وتعول أم الهنوف أسرة تتكون من تسعة أفراد الأب والأم وزوج مريض وأربع أخوات وطفلين، وذلك ما اضطرها للاستدانة للإنفاق عليهم، وأدخلتها الظروف القاسية في حلقة مفرغة من الديون باتت عاجزة عن الخروج منها. وقالت: «تدهور حالنا كثيرا بعد أن اكتشفت إصابة والدتي بورم خبيث في منطقة الرحم بعد الكشف عليها في مستشفى الملك خالد بنجران، فأجبرت إلى الاستدانة لأرد جزءا من دين والدتي علي مما اضطرني إلى شراء سيارة عن طريق أحد البنوك وتقسيطها لعلاجها»، مشيرة إلى أن زوجها أصيب قبل ثماني سنوات بنوبة اكتئاب كبرى وتشنجات متكررة بسبب ما يعانونه من ظروف مادية خانقة، مبينة أنه طرق جميع الأبواب للبحث عن وظيفة ولكنه لم يحظ بأي فرصة عمل، قبل أن يصاب بداء الدرن الرئوي ليعتزل العالم الخارجي ويتركها تجابه ظروف الحياة بمفردها. وأضافت: «للأسف حاولت سداد الدين بدين، فاشتريت سيارة أخرى بالأقساط، إلا أن ذلك التصرف أنهكني، وحول حياتي إلى كابوس يطاردني، فلم أجد بدا من رهن منزلي مجبرة من صاحب الدين عند عجزي تماما عن سداد قيمة الأقساط وها أنا ذا مهددة أنا وأطفالي وعائلتي بالطرد من البيت بين الحين والآخر»، ملمحة إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل ازداد الوضع سوء وأصبحت أوارق طلب الإحضار تصلها إلى مقر عملها باستمرار، وباتت زياراتها للمحكمة لحضور الجلسات مستمرة.. وذكرت أن راتبها يذهب في سداد الأقساط ولا يبقى منه سوى مبلغ 1700 ريال لا تكفي لشراء الغذاء، مبينة أنها لم تسلم من المرض فهي مصابة بفقر دم بسبب نقص الحديد منذ أن كانت في ال 13 من عمرها، وابنها نايف الذي لم يتجاوز ال 11 من عمره يعاني من ماء بالعين اليمنى منذ الولادة وهو ما يعرف بالتهاب خلقي بالقناة الدمعية بالعين ويحتاج إلى تسليك القناة الدمعية.