منذ سنوات وهو في صراع مرير مع الدين، ولا يزال. ومع أنه سقط أكثر من مرة، إلا أن الدين مستمر في الفتك به وبأسرته، فقد قضى على شبابه، والمعطيات تؤكد أن مستقبله في خطر، وبالتالي فهناك أطفال ونساء قد يكونون هم الضحية المقبلةليس الدين وحسب هو ما جعل «أبو خالد» يحتجب عن المقربين ويكابر همومه وحيداً بعيداً عن والدته وشقيقته وأبنائه، في محاولة يائسة لإدخال السرور في أنفسهم وإبعادهم عن والأحزان، فهناك أمراض تعاقبت على أفراد أسرته، بدءاً بوالدته ومروراً بشقيقته وانتهاء بابنته. بدأ مسلسل «أبو خالد» مع الدين بعد وفاة والده، منذ نحو 17 عاماً، وتحديداً عندما قرر والده شراء منزل يضم أسرته. ويقول أبو خالد: «على رغم أن شراء المنزل هو بداية كرة الثلج، إلا أن والدي كان محقاً في هذا القرار، فهو يريد الاطمئنان على والدتي وشقيقاتي قبل وفاته». ويضيف: «توفي والدي وتحملت الدين في سن مبكرة، وكان الدين كبيراً وسداده صعب علي، فتراكمت الديون وبات سدادها يحتاج إلى الاقتراض وهكذا زاد حجم المشكلة». ويلفت رب الأسرة البائس إلى أن: «المعاناة التي يعيشها صاحب الديون والمحتاج لا يشعر بها إلا الشخص نفسه، ويكفي أن أقول إن نظرة واحدة في عين أحد أبنائي تصيبني بالرعب، وأبدأ في التفكير وسؤال نفسي: ترى ماذا ينتظره؟»، موضحاً: «كانت لدي أحلام كبيرة ذات سقف عال، ولكن الآن أجبرتني الديون على التنازل عنها، وباتت أحلامي مقتصرة على سداد ديوني وشراء منزل يضم أسرتي حتى يستطيعون البدء في حياتهم من دون هم ثقيل وعدو لدود اسمه الدين». وسط معمعة الديون وضيق الحال وتتابع الأحزان مرضت والدة «أبو خالد»، فالتفت إلى علاجها، «والدتي طاعنة في السن، وقد أصيبت بهشاشة العظام وضغط الدم، والنوبات التي تفاجئها تضطرني في أحيان كثيرة إلى علاجها على حسابي، ولكم أن تتخيلوا تأثير ذلك على موازنة موظف يعيل أسرته ووالدته وشقيقاته». ويتابع: «شقيقتي أيضاً تعاني من مرض مزمن وجلساتها مستمرة لدى أطباء مخ وأعصاب، إذ تنتابها حالات نفسية وصرع بسبب المرض، إضافة إلى أن ابنتي التي أصيبت بالصدفية منذ نحو ثلاثة أعوام». لحظات ألم وحزن من الصمت أجبرته على البوح بما يختلج في صدره، «يوجد أشخاص يعيشون ظروفاً مادية أو مرضية سيئة، ومع ذلك يرفضون السؤال، وقد صبرت طويلاً، ولكن عندما علمت أن الأمر سيكون له آثار سلبية على مستقبل أبنائي، فحق لي الكشف عنه». ولا يخفي أبو خالد بأنهم يعيشون في شكل مستمر في حالة من الترقب والانتظار المشوب بالخوف، «ما يلبث أن يسود الهدوء حتى تشعر والدتي بضيق في التنفس أو يداهم الصرع شقيقتي أو تسوء حالة ابنتي»، مؤكداً أنه يسكن مع زوجته وأبنائه السبعة في غرفة واحدة، حتى لا يزعج والدته المريضة. ويتمنى أبو خالد من أهل الخير والباحثين عن الأجر مساعدته في مواجهة الظروف التي يكابدها يومياً منذ 17 عاماً، معتبراً أن حياته وحياة أسرته باتت على المحك.