أكد خبيران سعوديان ل «عكاظ» أن تنظيم داعش ترعرع في أحضان النظام السوري الذي يعتبر الداعم الرئيسي للإرهاب في المنطقة .. وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إن سهولة تحركات التنظيم في الداخل السوري وإنجازاته التي تصب بشكل مباشر في مصلحة النظام السوري تعكس حصوله على الدعم من نظام الأسد القمعي، مؤكدين أن كلمة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، والتي أشار فيها لوجود الكثير من الشواهد تدل على أن النظام السوري هو الرافد الأول لظهور تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان إن تنظيم داعش نجح في تحقيق أهداف النظام السوري من ناحية التشكييك في طبيعة الثورة بأنها ليست ثورة مطالب حقوقية ومشاركة مجتمعية، وليست سلمية تهدف لبناء دولة مدنية، على حد زعم التنظيم الإرهابي، حتى يوضح النظام السوري بأن هذه الثورة تقف خلفها جماعات إرهابية ظلامية متطرفة. وأضاف الخثلان أن المعلومات تتصاعد باستمرار بأن النظام السوري هو الذي أنشأ هذه الجماعات الإرهابية وسهل لها لتشويه صورة الثورة السورية، مشيرا إلى أن قوات تنظيم داعش كانت دائما في مأمن من ضربات نظام الأسد مقارنة بالجماعات المقاتلة الأخرى، وكل هذه التساؤلات باتت تؤكد هذه الحقائق التي تدور حول ارتباط هذا التنظيم الإرهابي بالنظام السوري. وأشار الخثلان إلى أن هناك توافقا دوليا حول الخطر الذي بات يشكله تنظيم داعش على دول المنطقة وعلى الصعيد الدولي أيضا، وتكمن بعض الإشكاليات حول ضرورة أن تتضمن الاستراتيجية الأمريكية للدخول برا في عمليات عسكرية، مؤكدا على أهمية معالجة جذور المشكلة التي أوجدت مثل هذه التنظيمات المتطرفة وتفكيك أدواتها والظروف التي تسبب في نشأتها وتتطورها، وتساءل «هل تتضمن الاستراتيجية مرحلة ما بعد الضربات أم ستقتصر على هذه الضربات فقط، حتى لا تتكر نفس الأخطاء التي ارتكبت في العراق». من جهته، أكد المحلل السياسي إبراهيم ناظر صحة المعلومات التي تدور حول ارتباط تنظيم داعش بالنظام السوري، موضحا أن هناك شواهد كثيرة حول وضوح التنسيق بين الطرفين في العديد من العمليات التي باتت تبدو أنها مشتركة، ومنها حادثة التفجير التي أودت بحياة قيادات جماعة أحرار الشام ومباركة داعش للعملية في شبكات التواصل بعد دقائق من حدوثها. وأضاف أنه من الواضح أن تنظيم داعش منذ دخوله إلى سوريا يستهدف المليشيات المسلحة وقوات الجيش الحر بدلا من مهاجمة النظام السوري وثكناته العسكرية المنتشرة في أرجاء سوريا، وهذا الأمر له دلالات واضحة بأن هذا التنظيم قد يكون مدعوما بالكامل من نظام الأسد لتبرير ضرب الثورة السورية وقتل أبناء الشعب السوري لتحقيق أمله في البقاء على سدة الرئاسة.