اعتبر محللان لبنانيان، أن تنظيم داعش والنظام الأسد وجهان لعملة واحدة، وأكدا أن ما يقوم به ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في ملف العسكريين المختطفين يهدف إلى إحداث فتنة في لبنان وشرخ بين الطوائف والمذاهب. وقال خبير الشؤون الإسلامية الشيخ سعدالله السباعي ل«عكاظ»، إن الشبهة تحوم حول داعش منذ اللحظة الأولى لظهوره في العراق ومن ثم في سوريا، مشيرا إلى أن هذا التنظيم يجلب الفتنة حيثما حل ويحقق أهداف الأنظمة الديكتاتورية بشكل غير مباشر، سواء في العراق أيام حكومة نوري المالكي أو في سوريا منذ دخوله على خط الثورة السورية. وأضاف: إن المتتبع للمعارك التي خاضها «داعش» في سوريا يجد أن 90 % منها ضد الحركات الثورية والجيش الحر، إذ نراه منسقا ومتفاهما مع كثير من مواقع النظام عبر جيشه أو استخباراته. وحذر السباعي، من أن هذا التنظيم يقوم حاليا في لبنان بإحداث فتنة كبرى عبر الممارسات والتصريحات المرافقة لأزمة اختطاف العسكريين، مؤكدا أن هذه الممارسات ألحقت الضرر بالدرجة الأولى بالنازحين السوريين في لبنان والذين وجدوا أنفسهم بفعل أعمال داعش داخل بيئة معادية في كثير من المناطق اللبنانية. وأكد الباحث السياسي الدكتور ألبير خوري، أن تنظيم داعش هو الوجه الأول للإرهاب فيما الوجه الثاني هي الأنظمة الديكتاتورية وتحديدا النظام السوري، فما يقوم به «داعش» هو استكمال لما قام ويقوم به نظام الأسد الذي لم يعترف بالثورة ولا بصيغة التعايش اللبنانية، وها هو تنظيم داعش يقاتل الثورة السورية ويعمل على تشويهها كما يسعى عبر ممارساته مؤخرا إلى ضرب الصيغة اللبنانية. وأضاف خوري أن القضاء على إرهاب داعش يجب أن يتلازم بالقضاء على إجرام النظام السوري، فمحو الوجه الأول للعملة الإرهابية لا يتكامل إلا بمحي الوجه الآخر، وهذا ما على العالم أن يدركه سواء عبر التحالف الدولي الذي تجري صياغته وتكوينه أو عبر الاستراتيجية التي يجب أن تتبع لمحاربة هذا النظام.