لم يكن وقوع الغارات الجوية المشتركة على تنظيم «داعش» هو التطور الأبرز في هذا الشأن، بل مشاركة دول عربية في هذه العمليات العسكرية تجعل هذا التطور حاسما وأساسيا في إنهاء الأزمة السورية التي تدخل عامها الرابع دون جدوى للجهود الدولية والإقليمية والعربية التي بذلت خلال طيلة الفترة الماضية. وتأتي هذه الضربات في توقيت حاسم بعد أن بات تنظيم «داعش» والتنظيمات المتطرفة الناشطة ميدانيا في العراق وسوريا تشكل خطرا محدقا ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل الدولي أيضا، خاصة مع تزايد الاحتمالات من انتقال العمليات الإرهابية إلى أوروبا وباقي دول العالم. وتبقى الآن ثلاث نقاط مفصلية خلال هذه المرحلة الحاسمة من هذا الصراع وهي تحفيز باقي الأطراف الإقليمية والدولية المترددة للمشاركة في هذه الغارات، وتكثيف وتوسيع نطاق الضربات العسكرية، وحشد الدعم العسكري للجيش السوري الحر لخوض المواجهة البرية على جبهتي قتال متوازية ضد «داعش» ونظام الأسد سويا، بالإضافة إلى التعامل الجاد مع الموقف الروسي المتحفظ والمضاد لهذه الضربات. ولذلك، فإن حسم هذا الصراع بات يتطلب تكاتف الجهود والمساعي الدولية لحشد دعم عسكري مكثف من قبل دول التحالف، والعمل على وقف أي تدخلات خارجية في هذا التوقيت لأنهاء مأساة الشعب السوري.