ما بين فقدان الزوج وقسوة الألم ومرارة رؤية الأبناء يتألمون، تعيش الأرملة فاطمة علي هزازي، فالسيدة الأربعينية تعاني من أنيميا منجلية حادة وأصبحت مع تقدم العمر وكبر السن حبيسة لحياة قاسية، سلبت محياها الابتسامة، فالعوز المادي نهش حياتها بعد وفاة زوجها قبل أربع سنوات إثر سكتة قلبية، وباتت تعول 9 أبناء وبنات أنهكت أجسادهم النحيلة الأمراض، فحسام ابن 9 سنوات يعاني من أنيميا منجلية تسببت له بشلل نصفي، والابن الآخر حسن ذو 11 ربيعا يعاني من أنيميا منجلية حادة تسببت له بشلل في يده اليمني، وسلمى وقاسم (12، 5) سنوات يعانيان أيضا من أنيميا منجلية حادة. تقول فاطمة التي تسكن منطقة جازان والدموع تذرف من عيناها، «أنهكتني أنا وأبنائي الأمراض ودمرتني الديون في ظل عدم وجود دخل مادي يسد حاجة أبنائي سوى مساعدة مقطوعة من الضمان لا تفي حتى بأجر السيارة التي تقلني مع أطفالي إلى أحد المستشفيات الحكومية»، لافتة إلى أنها ما أن تصل إلى المستشفى حتى تبدأ معاناة أخرى من الإهمال واللا مبالاة في عدم توفر الدم والأسرة مع العلم بأن التأخر في إسعافهم بالدم يتسبب لهم بجلطات قد تؤدي إلى الوفاة، مؤكدة أنها فقدت ثلاثة من أبنائها وهم مشعل ومحمد وسارة (11،4،15) سنة بسبب الأنيميا المنجلية. وأضافت: «أنا راضية بقضاء الله وقدره، ومسلسل المعاناة مستمر بسبب عدم توافر مواصلات، حيث لا أملك سيارة للمراجعة بأبنائي إلى المستشفى، وأحيانا أقف بالساعات لنجد من يقلنا إلى المستشفى»، متمنية الوقوف بجانبها وأطفالها من قبل الجهات المختصة. بدوره، أفاد قاسم الأخ الأصغر لفاطمة وأحد منسوبي تعليم نجران، بأن أخته وأبنائها تزداد حالتهم الصحية سوءا يوما بعد آخر مما يضطره إلى قطع أكثر من 500 كلم أسبوعيا وفي بعض الأوقات كل ثلاثة أيام للمراجعة بهم إلى المستشفيات، خاصة أنه لا يوجد عائل لهم بعد وفاة والدهم سواه، موضحا أن كل ما تطلبه أخته هو توفير وسيلة نقل لها ولأبنائها.