توقع عدد من الاقتصاديين أن يشهد الجنيه الإسترليني مضاربات في الأسواق العالمية قبيل إعلان نتائج الاستفتاء على استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، والمزمع إجراؤه يوم الخميس المقبل الموافق 18 سبتمبر الجاري. واتفق الاقتصاديون على أن السوق الآن في حالة ترقب، وأن الجنيه الإسترليني يواجه ضعوطات كبيرة في الوقت الراهن، حيث تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.6115 دولار في مداولات وسط الأسبوع الماضي، وهو من أدنى المستويات التي تراجع إليها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) ، ولكنه عاد وارتفع إلى أعلى مستوى له في نهاية الأسبوع أمس الأول أمام الدولار خلال التعاملات الآسيوية بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن نسبة رافضي استقلال أسكتلندا تفوق من جديد نسبة مؤيدي الانفصال بفارق ضئيل. غير أن المخاوف من انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة تسبب في هبوط الإسترليني أكثر من اثنين في المئة في الأسبوعين الأخيرين، وزادت تكلفة التحوط من التقلبات القصيرة الأجل في سعر صرف الإسترليني أمام الدولار إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات 15.5 في المئة أمس الأول الجمعة. وفي أحدث التعاملات استقر سعر العملة البريطانية عند 1.6260 دولار. ويقول المحلل الاقتصادي تركي فدعق «من الآن وحتى صدور نتائج الاستفتاء قد يشهد الجنيه الإسترليني تغيرات حادة ومضاربات في الأسواق العالمية. والمعروف أن الإسترليني تأثر بالأزمات الاقتصادية التي مرت بها أوروبا، وهو يعاني من حالة عدم صمود لن تتضح معالمها حتى حلول السنة المالية الجديدة . فهناك الكثير من العوامل التي ستحدد مستقبل هذه العملة، وأبرزها نتائج الاستفتاء الذي سيحدد مصير أسكتلندا وانفصالها من عدمه عن المملكة المتحدة. وما إذا كانت ستشكل أسكتلندا عبئا اقتصاديا على بريطانيا في حال انفصالها، وكذلك حجم موارد الاقتصاد الأسكتلندي مقارنة بالاقتصاد البريطاني . كل هذه الأسئلة هي التي ستحدد مستقبل الجنيه الإسترليني الذي لم تتحدد معالمه بعد، والسوق الآن في حالة ترقب لنتائج الاستفتاء التي ستظهر يوم الخميس 18 سبتمبر (أيلول) الجاري». وأضاف: أن غالبية الإرهاصات الآن تشير إلى استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، وربما الأمر لن يترك أثرا سلبيا كبيرا على الاقتصاد العالمي إلا إذا صاحبته عوامل أخرى، وأضاف: أنه حتما سيحدد ملامح الاقتصاد الأسكتلندي إذا ماتم الانفصال. من جهته يتوقع الباحث الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في جامعة لانكستر البريطانية محمد ساليسو أن تتراجع أسعار الجنيه الإسترليني بنسبة تتراوح من 4 5 في المئة إذا أقرت نتائج الاستفتاء استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة . وأشار استطلاع أجراه موقع (يوغوف) لصحيفة (صنداي تايمز) الأحد الماضي إلى حصول فريق المؤيدين للاستقلال على 51 في المئة من نوايا التصويت مقابل 49 في المئة للمعارضين. وكان من أبرز النتائج التي تزامنت مع قرب موعد الاستفتاء تراجع أسعار الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، كما تأثرت الأسواق المالية التي تتخذ من أسكتلندا مركزا لها، و تراجعت أسهم كل من بنك أوف أسكوتلندا، ولويدز بانكينغ غروب، وستندارد لايف بنسبة تتجاوز ال 2 في المئة نتيجة لذلك .