اعتبر خبيران لبنانيان، أن الضربات الجوية وحدها ستكون قاصرة في القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، مطالبين بضرورة اقترانها بتحرك على الأرض. وقال سفير لبنان السابق في واشنطن سيمون كرم ل«عكاظ»، من الواضح أن التحالف الدولي مبادرة بطريقها إلى أخذ شكلها الحقيقي للقيام بمهامها، مشيرا إلى أن هذا التحالف بحسب المسؤولين الأمريكيين والأوربيين لن يكون تحالفا على مدى القصير بل سيكون على المدى المتوسط فالمهمة لا يمكن إتمامها خلال أشهر بل ستمتد لعدة سنوات، إذ إن المشاكل التي أدت إلى ظهور «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية ما زالت قائمة. وطالب بالعودة إلى أسباب ظهور «داعش» وقراءة أسباب التخبط وانهيار الربيع العربي وسقوطه بيد الأصولية المتطرفة، معتبرا أن العلاجات العسكرية ستكون وحدها قاصرة في هذه المواجهة، خاصة أن الغرب يتمنع عن إعلان حرب حقيقية وسيكتفي ببعض العمليات الجوية معتمدا على تشكيلات عربية محلية لخوض هذه الحرب. من جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور سامي نادر، إلى أن الاستراتيجية الأمريكية يجب أن توضع على سكة التنفيذ، لأن الرئيس أوباما لم يعد بمقدوره التراجع عما طرحه من تصور للقضاء على «داعش»، فمصداقيته ومصداقية بلاده على المحك، ففي حال تراجعها ستخسر أمريكا موقعها كقوة عظمى في العالم. ولفت ل«عكاظ» إلى اهتزاز ثقة العالم بالرئيس أوباما على خلفية تراجعه عن ضرب النظام السوري عند استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة، لذلك لم يعد بمقدوره الوصول إلى الخطوط الحمراء مرة أخرى ومن ثم التراجع عنها، مؤكدا أن أوباما سيكون هذه المرة أكثر جدية في تسديد ضربة ل«داعش». وأضاف الدكتور نادر، إنه إذا اقتصرت هذه الاستراتيجية على ضربات جوية فقط فإنها لن تتمكن من إنهاء هذه التنظيمات ولو على المدى الطويل وسنكون أمام سيناريو مشابه لطالبان، فأي عملية عسكرية جوية يجب أن ترتبط بعمل عسكري على الأرض، مشددا على ضرورة إعادة تأهيل الجيش العراقي وتشكيله وتدريب وتسليح الجيش السوري الحر.