تبدو العبارة المعنون بها المقال كنكتة لكنها من مفارقات المنطق الأعوج للخطاب الإسلامي الحركي في نصرة الإسلام والمسلمين، حيث في مظاهرات احتجاجية على وصف شخصية أجنبية الإسلام بأنه يدعو إلى العنف قام المحتجون بأعمال عنف واسعة وهددوا قائلها بالقتل لكي يتراجع ويقول الإسلام دين سلام، ومن ذلك ما حصل مؤخرا حيث اختطفت (جبهة النصرة) التابعة للقاعدة جنودا لحفظ السلام في الجولان، وأعلنت من مطالبها للإفراج عنهم أن تزيل الأممالمتحدة اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية، ومن ذلك أيضا إعلان الظواهري زعيم القاعدة إنشاء فرع في القارة الهندية ليقوم بعمليات إرهابية نصرة للمسلمين، مع العلم أن سبب ما يتعرض له المسلمون من ردات أفعال عدوانية هو قيام جماعات إسلامية بعمليات إرهابية ضد الأكثرية الدينية، حيث يضربون الضربة ويهربون تاركين المجتمع المحلي المسلم يتلقى ردة الفعل الانتقامية الشعبية والحكومية ولا يبالون ولا يحملون أنفسهم المسؤولية عن التسبب بها، بل يتوعدون بالمزيد منها، ويكابرون على الاعتراف أن نهجهم هذا هو سبب ما يتعرض له المسلمون من اضطهاد، ويساعدهم على ذلك سيادة نمط لاعقلاني في العقلية الجماعية يرفض ربط الأسباب بالنتائج منطلقه غرور الأنا الذي له وجهان؛ فوجه يعطي للأنا الجماعية للمسلمين الحق في التصرف بأنواع العنف والعدوان ضد الآخرين في سبيل تحقيق الهيمنة، وترى ذلك حقها وتصر مع هذا على أن تمتدح بالصفات الحميدة للسلم وعدم العدوانية، ووجه آخر يرى الأنا الجماعية للمسلمين بمنظور عقلية (الضحية الأزلية) التي كل الناس ضدها بلا سبب. مع تجاهل لآليات التأثير المقبولة والمجدية في العصر الحالي، ورفض لاستيعاب درس أن الحكومات لن تتجاوب مع طلبات الإرهابيين مهما اختطفوا وقتلوا وفجروا لكي لا تشجعهم ويعتقدوا أن الإرهاب وسيلة مجدية.