تذكرت وأنا أقرأ المقال الذي يحمل هذا العنوان للأستاذ عبدالعزيز الذكير بزاويته (نافذة الرأي) في جريدة الرياض يوم الإثنين 1/9/2014، ومما قاله: «والجيدون من شعراء النبط القدماء إذا بلغ أحدهم من العمر سنا متقدما وأراد أن يبتعد عن الغزل، نشر توبة تنسب إليه يقال لها (توبة فلان)»، وقال إن بعضهم يطلب منه نشر توبته بالجريدة حتى يسامح أو يستتاب بالقوة. ذكرني هذا بما سبق أن اطلعت عليه في مناسبات سابقة ومماثلة، ومنها على سبيل المثال القصيدة الشهيرة للشاعر الكبير محمد العوني المعروفة باسم (توبة العوني) عندما كان في سجن العبيد بالأحساء، ومنها: يا رب ما لي غير جدواك والي .. وإن كان خليتن فلا لي عقيله لو كان ذنبي راجحٍ بالجبالِ .. عفوك عظيم ليس ذنبي عديله أطلبك تقبل توبتي عن خمالي .. وأطلبك عني كل كربٍ تزيله وتذكرت الحملة الشديدة على الشاعر محمد الفهد العيسى (الفهد التايه) من قبل أحمد محمد باشميل عندما كتب في (عكاظ) العدد 173 في 12/10/1963م (كي لا نكون مثل بني إسرائيل) انتقادا لديوانيه (على مشارف الطريق) و(ليديا)، ومع ذلك كتب الشاعر اعتذارا قويا في العدد التالي وعلق عليه مدير التحرير عبدالرشيد عطار مكبرا فيه شجاعته ومقدرا روحه الرياضية قائلا: «إن هذا الطريق الذي سلكه الأستاذ محمد الفهد العيسى لدليل على إنسانيته، وأنه أكبر من أن يعاند.. نريد شبابا من هذا الطراز في خلقه، لقد عظم محمد الفهد العيسى في نظري كثيرا أكثر مما كان..» ، ولكن باشميل لم يكتفِ بما كان، بل كتب قصيدة في العدد التالي (175) بعنوان: (إلى حماة الضلال) اختتمها بقوله للشاعر العيسى: لقد أرغم الله آنافكم .. وأفواهكم ألقمت بالحجر وماتت (على رغمكم) فتنة .. سعيتم لها سعي من قد عقر فقد أخمدتها مقالة حر .. أبى أن يكون العنيد الأشر وأفصح عن توبة صادقا .. له يغفر الله فيمن غفر وما نشرته (الندوة) في عددها (120)، في 27/5/1959م كبيان من المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بعنوان: (بيان وشكر واعتذار وتكفير) من محمد عبدالرحمن محمد صاحب مكتبة ومطبعة عبدالرحمن محمد لنشر القرآن الكريم بمصر.. بسبب خطأ مطبعي في ترتيب صفحات بعض نسخ المصحف متوسط الحجم.. وأنه سلم عبدالفتاح فدا شيخ الكتبية بمكة كمية منه... ويعاهد الله على تفادي هذه الزلة التي اتخذنا ونتخذ لها كل الحيطة، ولكنه قضاء الله ولا راد لقضائه، وأعلن على الملأ تكفيري عن خطأ هذا العامل بأن أوقف لله تعالى الكميات التالية من مطبوعاتنا لتوزع على الحرمين الشريفين وعلى دور العلم بالمملكة. 50 نسخة كاملة من التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي في 22 جزءا. 50 نسخة كاملة من صحيح البخاري بشرح الإمام الكرماني في 25 جزءا. 50 نسخة كاملة من طبعتنا الثانية لفتح الباري لابن حجر العسقلاني في 13 جزءا. وغير ذلك كثير، ولكني لا أنسى إعلانا نشره العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في حدود عام 1402ه في جريدة الجزيرة يتبرأ فيه من كتابيه: (نظرات لاهية) و(النغم الذي أحببته)، والأخير ديوان شعر صدر له قبل ذلك، وقد أهداه لأم الوليد نجاة الصغيرة قائلا: «كفاها الله شر الكح والبح»، وطالب من لديه الكتابان بإحراقهما وله الأجر والثواب. [email protected]