في حديث تم بيني وبين أمين جدة المهندس هاني أبو راس قبل بضعة أشهر حول معوقات حل مشكلة إيصال التيار الكهربائي لمنازل حي الحرازات أشار إلى أن الأمانة لا ينقصها سوى صدور أمر يسوغ لها قانونيا منح تراخيص إيصال التيار الكهربائي دون إبطاء ! اليوم وقد تحقق ذلك وصدر الأمر الملكي بالموافقة على إيصال التيار الكهربائي للمنازل المملوكة دون صكوك، فإن الأمانة لا تملك أي مبرر لتأخير تنفيذه، وما نشر عن تعثر التنفيذ بسبب عدم إنجاز لجنة مشكلة لبحث آليات التنفيذ عملها غير مقبول على الإطلاق ! فالأمر الملكي كان منتظرا منذ أشهر عديدة وليس مفاجئا، والأمانة محيطة بالمشكلة من كل جوانبها ويفترض أنها مستعدة لكل احتمالات الحل، فالأمر لا يحتاج تضييقا من لجان لا يعاني أعضاؤها مما يعانيه سكان البيوت المظلمة بل لسرعة إنجاز ! فقد تعودنا عند صدور أي أمر ملكي يمنح المواطن ميزات أو يسهل له حياته أن تنبري بعض الإدارات الحكومية ولجانها ليس للبحث عن أوسع أبواب تنفيذه، بل للبحث عن أضيقها، وكأن ما يمنح للمواطن من جيوب مسؤولي هذه الإدارات أو أعضاء لجانها الغارقين في بيروقراطية التعطيل! إن هؤلاء السكان قد عانوا بما فيه الكفاية، ولا تعنيهم اجتماعات اللجان ولا آليات التنفيذ ولا فذلكات البيروقراطيين في مكاتبهم، كل ما يهمهم هو أن تضيء بيوتهم وتبرد حجراتهم بعد أن كانت لسنوات طويلة أشبه بحجرات الكهوف المظلمة !