جميع المقابر بكافة المدن والقرى تتوفر بها وسائل الإضاءة التي تستخدم عند حصول حالة وفاة يرغب أهلها دفن ميتهم بالليل، فيقوم المسؤول عن المقابر بإضاءتها ليتم الدفن، وتقبل العزاء من المعزين ثم تقفل الإضاءة العامة وإبقاء الإضاءة البسيطة على جوانب الأسوار كمؤشر لموقع المقابر وإضاءة الطرق للسائرين ليلا. لكن أمانة العاصمة المقدسة ترفض إنارة قبور الشرائع كما جاء بجريدة «مكة» يوم الاثنين 22/10/1435ه: إذ قال ناطقها أسامة زيتوني: إن عدم إنارة المقبرة جاء وفق الضوابط الشرعية التي يحث عليها الشرع الحكيم. ومع احترامنا للأحكام الشرعية وما تقضي به إلا أنني مواطن يستغرب هذا القرار المخالف لجميع المقابر، إذ تضاء المقابر حال وجود ميت سيتم دفنه ليلا وذلك لدفن الميت في إضاءة تساعد على وضوح الرؤية عند الدفن وتضيء للمعزين الطريق إلى موقف الذين يستقبلون العزاء. أما الغرابة فإنها تجيء من تصريح ممثل أمانة العاصمة أسامة زيتوني الذي يقول نصه: «وفق الضوابط الشرعية التي يحث عليها الشرع الحكيم». ترى من أين جاءت الضوابط الشرعية، إذا لم تكن أصلا من الشرع الحكيم التي قال ممثل الأمانة: «التي يحث عليها الشرع الحكيم»؟! وأعود لموضوع المقابر الذي علق عليه الأخ أحمد العفيفي بقوله: وتبقى مسألة الدفن ليلا من أصعب ما يواجهه المعزون وأصحاب العزاء كون الظلام الدامس يحيط بالمقبرة ولا يكاد يعرف المعزون بعضهم بعضا في تلك الحالة سوى بنبرات الصوت. كما يقول الأخ مسعد الرويحي: يضطر ذوو المتوفين إلى الخروج إلى البوابة الرئيسية لاستقبال المعزين، حيث إنارة الشارع العام، فيما يتعذر على المعزين بدء مراسم العزاء بالقرب من الممرات الداخلية في تلك المواقع المظلمة. ويصور الأخ أحمد الغامدي الحالة عند الدفن ليلا بقوله: استعمال الكشافات اليدوية واستخدام الجوالات أثناء عملية الدفن ومواراة جثمان المتوفين ليلا شيء مؤسف، فالظلام يعم أرجاء المقبرة البعيدة عن الشارع العام. وأختم بالذي يدحض تصريح ممثل أمانة العاصمة، إذ قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ علي الحكمي: الإنارة جائزة حال الدفن والتعزية في المقابر، وهناك دليل شرعي على منع الإنارة الدائمة والمستمرة داخل المقابر، وهو ما يوضحه قول النبي عليه الصلاة والسلام في سنن النسائي عن ابن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. والجميع لا يطالب بالسرج، وإنما فقط الإضاءة ساعة الدفن .. فهل تستجيب أمانة العاصمة؟ السطر الأخير: فبشمس وجهك كل يوم مشرق وبنور حسنك كل ليل مقمر. [email protected]