عزلت أمطار غزيرة البارحة الأولى عددا من قرى مراكز خاط وثربان وعبس بالمجاردة لعدة ساعات، بعد أن قطعت السيول عددا من الطرق في المحافظة، وأدت لانقطاع الكهرباء في عدد من المواقع والطرق الرئيسية، وانتشرت فرق الأمن والسلامة والإنقاذ بالدفاع المدني لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين جراء السيول التي شهدتها أودية جرية والضمو وخاط، دون أن تسجل أية حوادث غرق أو احتجازات. ودفعت الأجواء الماطرة الأهالي للخروج للتنزه في عطلة نهاية الأسبوع. من جهة أخرى، تابعت إمارة منطقة جازان أضرار سيول وادي تعشر لدى مداهمتها قرية وعلان جنوب محافظة صامطة البارحة الأولى، وأكدت إمارة المنطقة على الجهات المعنية سرعة تقديم المساعدات للمتضررين ومتابعة احتياجاتهم ونقل أصحاب المنازل المتضررة وإيوائهم في شقق مفروشة وحصر الأضرار التي لحقت بهم بعد أن داهمتهم سيول وادي تعشر المنقولة من اليمن وتسببت في إتلاف عدد من المركبات ودخلت لمنازل المواطنين بسبب قوة اندفاع وجريان المياه، ما تسبب في انقطاع التيار عن منازل القرية واستنفار فرق الدفاع المدني التي نشرت آلياتها ومعداتها لفتح الطرقات داخل القرية وتحويل مجرى السيل بعيدا عنها وتسهيل خروج المتضررين من منازلهم وحصر المنازل المتضررة. وأكد المتضررون أن سبب دخول السيول لداخل القرية هو العقوم الترابية التي حولت مجرى السيل، مطالبين بإيجاد حل سريع لتلك العقوم التي هددت منازل القرية. وأكد الرائد يحيى بن عبدالله القحطاني الناطق الإعلامي للدفاع المدني بجازان أن السيول المنقولة وصلت لقرية وعلان ولم تسجل أية إصابات إلا تلفيات في بعض المركبات التي جرفتها المياه واستقرت وسط القرية، فيما دخلت المياه لبعض المنازل وجار الوقوف على الوضع وتشكيل لجنة عاجلة لحصر الأضرار بمتابعة مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة اللواء هاشم صيقل. وتسببت الأمطار الغزيرة والصواعق الرعدية في انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى ضمد وبعض الأحياء في المحافظة، ورصدت عدسة (عكاظ) توقف المركبات على جانب الطرق بسبب ارتفاع منسوب المياه في بعض المواقع التي تفتقد لشبكة تصريف مياه الأمطار. وأكد المهندس محمد العجيبي مدير شركة الكهرباء بالمنطقة على جميع مكاتب الطوارئ بحل جميع المشكلات وإعادة التيار للمتضررين بأسرع وقت، وحذرت الإدارة العامة للدفاع المدني بالمنطقة المواطنين والمقيمين من خطورة المغامرة والنزول في مجاري السيول أو الجلوس في بطون الأودية. كما شهدت عسير أمطارا متوسطة إلى غزيرة هطلت على العديد من المواقع بالمنطقة، شملت محافظة محائل ومركز بحر أبو سكينة، مركز قنا، مع وجود سيل منقول في وادي لتين بقنا، فيما هطلت على محافظة رجال ألمع أمطار خفيفة مع وجود سيل في وادي روام ومحافظة بارق، وهطلت أمطار خفيفة في مركزي ثلوث المنظر ومربه. وشهدت محافظة رجال ألمع أمس الأول، أمطارا غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية وزخات من البرد لم تشهد المحافظة مثلها منذ عشرات السنين، خاصة على قرى وادي فو، شصعة البناء، البتيلة، روام، قرية رجال التراثية واستنفرت فرق الدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية والهلال الأحمر في المحافظة لمواجهة أي طارئ، وأطلقت تحذيراتها عبر مكبرات الصوت. وألحقت السيول أضرارا في بعض المزارع والطرق المؤدية إلى بعض البلدات، منها قرى وادي فو ورقعاء وروام شمال رجال ألمع. ورغم ازدحام الشارع العام بالمياه إلا أن حركة المرور لم تتأثر ولم يتم رصد أية حوادث مرورية، ما جعل أجزاء من شمال المحافظة تعيش أجواء ربيعية ونسمات هواء باردة ساهمت في خروج الأسر من منازلهم بأعداد كبيرة للاستمتاع بالأجواء الجميلة التي تعيشها المحافظة. وأدى هطول الأمطار الغزيرة لإلحاق أضرار ببعض المزارع والطرق المؤدية إلى مركز روام شمال رجال ألمع، وتسببت الأمطار الغزيرة في انقطاع خدمة الهاتف الجوال، وعزل المواطنين في منازلهم لعدة ساعات، ساعد في ذلك وعورة الطرق المؤدية إلى مركز روام. وانتشرت الدوريات الأمنية والمرور على طول الطريق الرابط بين رجال ألمع وأبها، وبين محافظتي محايل عسير ورجال ألمع، فور هطول الأمطار، وحذرت المواطنين من السرعة العالية والتقيد بتعليمات المرور. من جانبه حذر الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، المواطنين من خطر التجمع داخل بطون الأودية وفي مجاري السيول، مشددا في الوقت ذاته على أخذ الحيطة والحذر، خصوصا أن المنطقة تشهد معظم فترات العام أمطارا غزيرة، ما يؤدي لحدوث احتجازات وانهيارات صخرية وحوادث مرورية، محذرا من المغامرة بالسير في الأودية ومجاري السيول. كما شهدت منطقة الباحة أمطارا متوسطة شملت رهوة البر ورغدان والأثمة وبني سار وشبرقة وطريق الباحة القري ومحافظة القري، وسير مرور الباحة دورياته على الطرقات لمتابعة الحركة المرورية والتنبيه على السائقين بأخذ الحذر والحيطة. من جهة أخرى، تسببت الأمطار التي شهدتها عدد من محافظاتجازان البارحة الأولى في احتجاز مركبة في سد وادي جازان. وأوضح ل «عكاظ» الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الرائد يحيى القحطاني، أن السيول كانت تجري بمجاريها الطبيعية، مشيرا إلى أن مركز القيادة والسيطرة تلقى بلاغا عن احتجاز شاب في مركبته في سيل سد وادي جازان وتم انتقال فرقة الإنقاذ مع الغواص واتضح وجود مركبة محتجزة في مجرى وادي السد وتم إخراجه عن طريق الفرقة بمساعدة المواطنين المتواجدين في الموقع دون أي إصابات، وشدد الرائد القحطاني على عدم الاقتراب من الأودية وتوخي الحذر من السيول وعدم الخروج من المنازل وقت هطول الأمطار والعواصف الرعدية، مشيرا إلى أن الأجواء مازالت مهيأة لهطول الأمطار وجريان السيول. إلى ذلك أكد أمين منطقة جازان المكلف الدكتور إبراهيم بن مصطفى الخياط جميع الإدارات الخدمية والميدانية بأمانة المنطقة والبلديات المرتبطة بضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية كافة الكفيلة بضمان الاستعدادات اللازمة لمواجهة الأمطار التي تشهدها المنطقة على خلفية التوقعات الكثيرة باحتمال هطول أمطار غزيرة على المنطقة.