بارك خبراء أمنيون واستراتيجيون مصريون دعوة خادم الحرمين الشريفين المجتمع الدولي للتكاتف ضد الارهاب وشن حرب بلا هواده على أركانه. واعربوا عن تأييدهم الكامل لتحذير خادم الحرمين الشريفين من وصول الارهاب الى الغرب وقالوا ل«عكاظ" إن الكثيرين من أعضاء داعش من جنسيات بريطانية وهولندية وفرنسية، وان خطرهم سيصل لأوروبا لا محالة، مشددين على انه اذا لم يتم يتوصل المجتمع الدولي الى آلية عملية لتفعيل دعوة خادم الحرمين الشريفين، فإن العالم سيواجه مصاعب جديدة قد تصل لحرب عالمية ثالثة. في هذا السياق أكد اللواء رضا يعقوب، مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب الدولي ان دعوة خادم الحرمين الشريفين المجتمع الدولي لمحاربة الارهاب تعبر عن وجهة نظر ثاقبة اصابت صلب الارهاب الدولي في مقتل، خاصة انه اذا لم تتعاون دول العالم في القضاء على الارهاب فإن مخاطر تنظيم داعش ستنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة. ويوضح الخبير الامني ان امريكا وأوروبا مستهدفة من هذا التنظيم بقوة، خاصة انه لا يسعى للسيطرة على الشرق الاوسط فحسب بل يسعى الى السيطرة على العالم كله. ويرصد الخبير الامني المخاطر التي تواجهها اوروبا من جانب تنظيم داعش قائلا: تنظيم داعش يضم 500 عنصر من أصل بريطاني ولذلك أعلنت بريطانيا حالة الطوارئ لمواجهة التهديد المحتمل من جانب هذا التنظيم وكذلك يضم التنظيم 300 عنصر من هولندا، وهناك المئات من اعضاء داعش يحلمون الجنسية الفرنسية من أصل مغربي وهؤلاء تلقوا تدريباتهم في افغانستان مما يعني التهديد المباشر لفرنسا. وعن الآليات الواجب توافرها لتفعيل دعوة خادم الحرمين الشريفين للتعاون الدولي في مكافحة الارهاب قال اللواء رضا يعقوب ان هذه الآلية لا بد ان تعتمد على ثلاث مقومات اولها جمع المعلومات الاستخباراتية من الدول التي توجد بها قواعد داعش، وثانيا توفير التسليح المناسب للدول التي يوجد بها تنظيم داعش، وثالثا تقديم التدريبات والعون الفني للجيش النظامي للدول التي تحارب قواعد داعش داخل اراضيها. وأيد خبير مكافحة الارهاب الدولي تحذيرات خادم الحرمين الشريفين مؤكدا انه اذا لم تتعاون الدول جميعا بلا استثناء في القضاء على داعش فإن الخطر الارهابي سيعم كل الدول. وفيما ثمن الخبير الاستراتيجي اللواء سيد الجابري دعوة خادم الحرمين الشريفين لاستخدام القوة ضد الارهاب الدولي، فانه يرى في هذ الدعوة خطوة استباقية لدحر الارهاب من منطلق قاعدة «الهجوم هو خير وسيلة للدفاع». وشدد الخبير الاستراتيجي على إنه لا سبيل لتفعيل دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سوى التعاون العربي الكامل للقضاء على الإرهاب. وشكك اللواء الجابري في نوايا واهداف التحالف الدولي لمقاومة ارهاب داعش، وقال: لا أنصح العرب في دخول تحالف غربي، لأن بعض الدول الغربية هي المسؤولة عن الارهاب بدعمها لتنظيمات القاعدة وغيرها. من جهته يرى اللواء محسن حفظي مساعد وزير الداخلية السابق لقطاع الأمن العام أن هذه الدعوة انذار شديد اللهجة صدرت من حكيم يعي ما يقول ويدرك خطورة الظاهرة، كما يدرك أنها لن تستثني أحدا وستصل الى الجميع في عقر دارهم مثلما حدث من قبل خلال احداث 11 سبتمبر. ويؤكد الدكتور نبيل مدحت حلمي أستاذ القانون الدولي على أن ما صدر عن الملك عبدالله من تحذيرات يحتاج الى دراسة جادة من جانب مجلس الأمن باعتباره الجهاز المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين، خاصة أن هذا التحذير صادر عن رؤية ثاقبة بمخاطر الإرهاب. ويرى في هذا الصدد أنه يتعين على المجلس تشكيل آلية أو لجنة تضع خطوات محددة لكيفية التعامل مع خطر الارهاب، فيما يحذر من استمرار الخلاف أو التباين الدولي وانعكاساته التي قال انها ستطال الجميع دون استثناء مثمنا تحذير خادم الحرمين بهذا الشأن. ويؤكد الدكتور محمود كبيش عميد حقوق القاهرة على ما سبق ويضيف أنه يتعين وجود خطة دولية يتم التوصل اليها عبر فريق عمل من خلال مجلس الأمن والأهم هو التزام الدول بها من ناحية، واجماع دول المجلس عليها من ناحية أخرى حتى لا يستفيد الارهابيون من استمرار الخلاف والانقسام الدولي حول التعامل مع ظاهرة بهذه الخطورة تهدد مستقبل الجميع. ويؤكد اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات مدير مركز الشرق الأوسط لدراسات الأمن القومي أن مواجهة خطر الارهاب مسؤولية مجلس الأمن الدولي بالدرجة الأولى ولذلك يتعين أن تتجاوز الدول الكبرى خلافاتها حول هذه الظاهرة التي تحكمها اعتبارات سياسية بالدرجة الأولى. ويضيف: كما يتعين على المجلس وضع استراتيجية وآلية محددة تلتزم بها كل دول العالم لمحاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل ومحاصرة فلولها ورموزها ومواجهتهم اقتصاديا وأمنيا وجنائيا ووضع العناصر القيادية للجماعات الارهابية علي قوائم الترقب ومحاكمتهم. كما يرى أن استمرار الخلافات الدولية من شأنه اجهاض أية تحركات ومن ثم تأتي دعوة ورسالة خادم الحرمين التحذيرية بالغة الأهمية ويتعين على جميع الدول خاصة الكبرى التي تظن أنها بمأمن منها أخذ هذه التحذيرات بجدية. ويعتبر اللواء صابر عبدالرحمن مساعد وزير الداخلية السابق لقطاع الأمن العام أن التحرك الدولي الجماعي تأخر كثيرا مما أدى الى استشراء ظاهرة الارهاب، ويتفق مع الرأي القائل بضرورة تبني مجلس الأمن خطة عمل واستراتيجية وأن يكون اقتراح المملكة وخادم الحرمين الشريفين بانشاء مركز دولي نواة هذا التحرك وتلك الخطة.