أطل أدونيس مؤخرا في لقاء على «سكاي نيوز»، مع زينية يازجي في حوار جديد حول الثورة السورية والشعر والأدب. مما ذكره أدونيس رغبته في إعادة النظر بمفهوم التسامح الفوقي. فهو يحمل في جذره أحيانا تخطئة لا واعية للآخر الذي تم التسامح معه. يقسم التسامح الناس إلى مخطئ منحرف، وإلى مصيب يتناسى الخطأ. ويشير إلى أن التسامح مفهوم «إحساني»، وليس مفهوما «إنسانيا». هذا النقد لمفهوم التسامح نجده لدى أدونيس في حواراته وكتاباته وخلاصة نقده للمفهوم: «ولا يكون القول بالتسامح في مثل هذه الحالة إلا نوعا من العمل على إبقاء الفروقات بين الأكثرية والأقلية، مموهة بدهان النفاق الاجتماعي... يبدو لي أن التسامح خصوصا كما يمارس اليوم نوع من التمويه، عدا أنه يسهم في خلق كونية زائفة من حيث إنه يحافظ على التفاوت بين البشر وعلى التراتبية، بينما الحاجة الإنسانية إنما هي العمل لتحقيق المساواة». من السهل أن يبذل الإنسان الكراهية للآخرين، لأن الكراهية نشاط سهل وكسول يتجاوب مع برية الإنسان، لكن ما جاءت به الأديان، وما حاولت التعاليم الإنسانية والإلهية الكبرى أن تعلمه الناس هو «الحب». من الصعب أن تحب من تجهله، لكن من السهل أن تكرهه. من الصعب أن يكون الإنسان أخلاقيا، على مستوى من الأدب والذوق وانتقاء العبارة وضبط النفس، لكن من السهل أن يكون الإنسان سوقيا بذيئا. الثقافة هي الكفيلة إما بتوعية الناس وصقل الحب في نفوسهم، أو بتغذية الكراهية والشرور. وكل إناء بما فيه ينضح، ومفهوم التسامح قد يكون إنسانيا في بعض تطبيقاته، لكنه مطروح لدينا بطريقة «إحسانية»، كما قال أدونيس.