بلادنا مستهدفة حقا. واستهداف البلد ليس طارئا بل مثبت من خلال أقوال ومخططات عديدة قيلت منذ وقت مبكر، ومن يظن أن ثورات الربيع العربي جاءت مصادفة فليعد بالبحث للخلف فمثلا في عام 1993 قال رئيس المخابرات الأمريكي جميس وولسي إذا نجحنا في إقناع المسلمين في العالم والذين هم تحت العبودية أننا إلى جانبهم فسوف ننجح في النهاية كما نجحنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فبعد تحرير العراق سوف نلتفت إلى سوريا ومصر والسعودية وليبيا حتى إذا جاؤوا إلينا شاكين بأنهم يشعرون بالتوتر فسنقول لهم: نحن نريدكم متوترين. حدث ذلك قبل أن تتفوه وتقر كوندا ليزا رايز بخطة الفوضى الخلاقة وكثير من المقولات وشرح المخططات المستهدفة عالمنا العربي والإسلامي لم يكن الفرد المسلم متابعا لها لأن ثقافته قائمة على الوقتي والآني حتى إذا حدث ما كان يخطط له تكون أفعاله (الفرد المسلم) قد أنتجت كوارث متداخلة يصعب فرزها والقفز على تعقيداتها... وحين صرحت هيلاري كلنتون بأن أمريكا هي من أوجدت القاعدة كان أمر هذه الجماعة الإرهابية قد تفرع وتجذر في عملياتها الإرهابية وفرخ العديد من الجماعات المختلفة فيما بينها حول الهدف والغاية من غير المراجعة لما أحدثوه من خراب مادي ومعنوي للأمة.. ووفق المخطط كان من المفترض أن يكون على السطح جناحان هما داعش (في العراقوسوريا) ودالم (في ليبيا ومصر) يلتقيان بعد تقويض ما بينهما تحت مسمى الدولة الإسلامية إلا أن خذلان وسقوط مخطط الإخوان في مصر أجل ظهور جماعة (دالم) ريثما تنجح الحركة في تقويض ليبيا والدخول مرة أخرى لمصر أو تغير السيناريو بالوصول إلى السعودية أولا ثم الالتفاف على مصر.. وفي هذا المخطط مازالت السعودية مستهدفة استهدافا مباشرا. يحدث كل هذا ومازال هناك من يعيش خارج هذه المعلومات ومازال يحرض ويستنفر ويجيش الأفراد الذين يحملون مظالم شخصية حدثت لهم وعليه فمن كان في حالة لوم على بلاده يتم استخدام شحنة الغضب لديه في تسويق الفتنة والتأليب. وفي أي بلد هناك من يقف معارضا، وفي السابق كان يصنف المواطنون صنفين مؤيدا أو معارضا، والمعارض لا يستهدف تقويض الدولة وإسقاط مؤسساتها وترك البلاد خرابة تنعق بها الغربان وفراخها بل يسعى بمعارضته لأن تتجاوز بلاده قصورها. فالمعارض يقف ضد السياسات الخاطئة التي لا توفر له حياة الرفاهية أو تتجاوز عن حزمة الفساد المستشرية في النظام مستهدفا دفع التنمية والرخاء للأمام، والمعارض مهما تطرف لا يمكن له أن يسعى لهدم الدولة.. وفي جميع الأعراف والسياسات والأوطان حين يتم الكشف بأن الوطن مستهدف تتوحد جميع أطياف المجتمع لحماية وطنها من السقوط والضياع، والآن وكل الأحداث التي قيل عنها تتحقق على أرض الواقع على المواطن تناسي مشاكله الخاصة والالتفاف حول الوطن بكل حزم ويقظة فما قاله رئيس المخابرات الأمريكية منذ سنوات ها هو يتحقق على ثلاث دول بينما تقف السعودية ككعكة يبحث عنها الجميع فعلينا جميعا تقع مهمة حماية الوطن من التقويض وأهم مرتكز في ذلك أن لا نمكن الحركيين في الداخل من تحقيق الفوضى وذلك بكشف مخططاتهم وتفنيد ادعاءاتهم لمن أخذته مشاعره السلبية للاتجاه الخاطئ.