كشف ل«عكاظ» مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني محمود زهران، أن المركز ممثلا في 160 محطة رقمية سجل خلال 8 أشهر من هذا العام 95 هزة زلزالية وارتدادية في بعض مناطق المملكة التي شهدت هزات زلزالية. وبين أن شهر يناير الماضي شهد 45 هزة زلزالية وارتدادية، فبراير 10 هزات زلزالية وارتدادية، فيما شهد مارس هزتين، ولم يسجل شهر ابريل أية هزة، بينما شهد مايو 6 هزات زلزالية وارتدادية، يونيو 5 هزات زلزالية وارتدادية، يوليو 8 هزات، والشهر الحالي 19 هزة زلزالية وارتدادية وتحديدا في منطقة جازان. ودعا لتطبيق كود البناء على المنشآت العامة. وأوضح أن النشاط الزلزالي يحدث في شكل أنماط مختلفة، منها ما يبدأ بالهزة الرئيسية مباشرة دون حدوث زلازل سابقة أو لاحقة للهزة الرئيسية، ومنها ما يسبقه حدوث بعض الهزات الصغيرة ثم الهزة الرئيسية وتليها بعض التوابع، ويبدأ النشاط الزلزالي في التزايد تدريجيا من حيث القوة والعدد، حتى يصل إلى أقصى قوة، ثم يبدأ النشاط الزلزالي في الاضمحلال مرة أخرى من حيث العدد والقوة، حتى تصل المنطقة إلى حالة الثبات والاستقرار مرة أخرى، مضيفا يصعب التنبؤ بحدوث الزلازل قبل حدوثها أو منعها، ما يحتم علينا اتخاذ اجراءات احترازية للتخفيف من مخاطرها مثل تطبيق كود البناء المقاوم للزلازل على المنشآت العامة، توعية المواطنين بكيفية التصرف في حال حدوث الزلازل، اجراء الدراسات والأبحاث الزلزالية التي تبين المناطق المعرضة للزلازل وأقصى قوة يمكن حدوثها في هذه المناطق ومعدل تكرار حدوثها. وحول الصدوع الحديثة بجازان قال: تتميز الظواهر الجيولوجية والحركية بالمنطقة بوجود صدوع تأخذ اتجاهات مختلفة، ويوجد حزام من الصدوع العادية ذات الإزاحة الرأسية تظهر في الخرائط الجوية المغناطيسية، وتقع الصدوع العادية «صدوع سفح الجبل» فوق السلاسل الجبلية الملاصقة لساحل البحر الأحمر، وأهم تلك الصدوع تأخذ اتجاه شمال/جنوب مرورا بالأراضي اليمنية وتقطع الأراضي السعودية من جهة الجنوب عند الحدود السعودية اليمنية، مشيرا إلى أن هذه الصدوع تتأثر بالعمليات الحركية الحاصلة في البحر الأحمر، إذ تنشأ عنها قوى شد على حواف الصفيحة العربية، وتنتقل هذه القوى إلى داخل الصفيحة العربية وتعمل على إعادة تنشيط تلك الصدوع، كما أن المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة تتأثر بالوضع الحركي (التكتوني) الإقليمي. وأشار إلى أن معظم الزلازل الحالية تتركز حول الصدوع المستعرضة (التحولية)، وهي تمثل حركة انزلاقية تأخذ اتجاه شمال/شرق جنوب/غرب، أما الزلازل التي تركزت على طول الصدوع التي تأخذ حركة رأسية باتجاه الشمال الغربي فهي مرتبطة بعملية انفتاح البحر الأحمر، وتؤدي لإعادة تنشيط الصدوع المنتشرة في المنطقة، مما يؤكد على أن جازان تقع تحت تأثيرات إجهاد شد يتعامد في اتجاهه مع اتجاه البحر الأحمر، ويعمل على حدوث تمدد قشري تسبب في ضعف سماكة القشرة الأرضية. وأرجع النشاط الزلزالي في داخل البحر الأحمر للصدوع التحويلية التي تأخذ اتجاه شمال/شرق جنوب/غرب أو لصدع الانفتاح الرئيس في البحر الأحمر الذي يأخذ اتجاه شمال/شمال غرب جنوب/جنوب شرق. وبين أن المركز الوطني للزلازل والبراكين يعمل على مدار الساعة لاستقبال وتحليل البيانات الزلزالية، ويبلغ فوريا عن هذه الأحداث الزلزالية للجهات المختصة ومنها المديرية العامة للدفاع المدني، وقال: تتكون الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي والتابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية من 160 محطة رقمية للرصد الزلزالي، وتعتمد الشبكة على تقنية الاتصالات من خلال الأقمار الصناعية لنقل البيانات الزلزالية من محطات الرصد الموجودة في مناطق نائية ومنعزلة إلى مركز استقبال وتحليل البيانات التابع للمركز الوطني للزلازل والبراكين بالهيئة.