في سياق ثقافة مستوردة لدى الكثير من أقطار العرب، اعتدنا أن نذهب لزيارة مرضانا في المستشفيات، محملين بالباقات: ورودا وزهورا، بزعم أننا نحتفل بعافية من الله بها على المريض، أو نبشره بها إن شاء الله. هكذا تذهب أطنان الباقات إلى البرادات، ثم إلى مقالب القمامة دون فائدة (حقيقية) للمريض أو لغيره، بل إن بقاء هذه الزهور في غرفة المريض أو في ممرات المستشفى قد تعرضه لنكسة من ثاني أكسيد الكربون الذي تفرزه هذه النباتات مساء كما يقول العلم، بل إن هناك حكاية متواترة من شخصية تاريخية قديمة ابتكرت طريقة غير تقليدية للانتحار، فملأت الغرفة بالزهور وأحكمت إغلاق المنافذ والأبواب، حتى مضت إلى عالم الموت. أليس من حقنا أن نعيد التفكير في هذه الثقافة ونتحول بها إلى ما يرضي الله ورسوله؟! ونكسب بها الأجر والثواب من الله والشكر من أصدقائنا.. لأجل ذلك لدي اقتراح متواضع بأن يدفع زائر المريض قيمة الزهور إلى لجنة الخدمة الاجتماعية بالمستشفى التي تهيئ في صالة الاستقبال في المستشفى صناديق لهذا الغرض مزودة بإيصالات بمبالغ مختلفة وما على الزائر إلا كتابة اسم المريض ورقم الغرفة والمبلغ واسمه، ويتم إبلاغ المريض بالتبرع والمتبرع عبر نموذج يعد لذلك، وتقدم هذه المبالغ على سبيل الصدقة، لتغطية تكلفة علاج غير القادرين في المستشفى، فإن فاض من الخير شيء فلتوجهه هذه اللجنة ضمن ضوابط حاكمة إلى مصارف الصدقة الأخرى عن طريق الجمعيات الخيرية المتعددة في نفس المدينة. هذا مجرد اقتراح مخلص في قضية عامة، وعلى كل المهمومين بمصلحة هذا الوطن والمواطن أن يتعهدوه بالتأثير والتأسيس والتأطير، وأعتقد أن لكل من يسهم في هذا العمل أجرا وثوابا من المولى عز وجل. كلمة أخيرة: أرجو ألا يغضب علي بائعو الورود، فالأمر يدعو لتعلية المصلحة العامة على كل مصلحة ضيقة خاصة، ولا شك أن رزقهم إن شاء الله من الرزاق الكريم مضمون. [email protected]