ما إن يظهر هلال شهر شوال معلنا عن قدوم عيد الفطر المبارك، حتى تتجه أنظار أهالي وزوار العروس نحو كورنيش جدة؛ لقضاء أجمل أوقاتهم مع ذويهم وأطفالهم لكسر الروتين اليومي والتمتع بالمناظر الخلابة على شاطئ البحر الأحمر، تاركين عادة التلاقي في المنازل خلال العيد وأبدلوها بالاجتماع على كورنيش العروس. عدسة «عكاظ» رصدت أهم مظاهر الفرح للأطفال مع آبائهم بالكورنيش على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة، حيث ظل المتنزهون في الكورنيش حتى ظهر أمس، ولم يكن الوافدون بعيدا عن المشهد بالكورنيش الأوسط والشمالي مستمتعين بفرحة العيد. وقال أحمد مكرم إن العيد هو فرحة الأطفال في ملاهي الكورنيش؛ لذلك يصطحبونهم معهم إلى حيث تكون بهجتهم، لأن العيد لم يعد مقصورا على الزيارات في البيوت، ولا بد من ترك مساحة للأطفال كي يبتهجوا بهذه المناسبة على طريقتهم. وأضاف «الزيارات كانت في السابق تبدأ يوم العيد بالبيوت بعكس ما يحدث الآن، حيث يبدأ العيد بالأطفال والتنزه بهم، ثم تتوالى الزيارات بين الأقارب في المساء، وبعيدا عن أجواء المنازل وطقوس الأفراح القديمة نجد أنفسنا في راحة عندما نتوجه إلى المنتزهات، خصوصا أن الأجواء فيها تبدو أكثر حميمية بين الأطفال» . وفي جانب آخر من كورنيش العروس، يرى الشاب عطية الزهراني أن العيد بات له طعم آخر في المنتزهات بعيدا عن رتابة المنازل، منوها إلى أن العادات القديمة لم تعد موجودة في العيد كما هو متعارف عليها؛ لأن الكثير من الأسر والعوائل أصبحت تقضي أوقاتها خارج أسوار المدينة وأحيانا الوطن، وهو مفهوم مغاير لقضاء إجازة العيد ربما من باب التجديد. ومضى قائلا: «كان في السابق التوجه بعد صلاة العيد إلى بيت كبير العائلة والتجمع فيه، أما الآن ابتكرت بعض العوائل طريقة أخرى بالتجمع في فندق وحجز مكان للنساء والأطفال والرجال، كما أن هناك عوائل تختار التوجه للكورنيش في الصباح الباكر قبل أن يزدحم في المساء، ومن ثم زيارة الأقارب في وقت لاحق» . إلى ذلك، ذكر أزير محمد (من باكستان) أن عيده مع طفلته في البحر كان بسبب عدم تواجد أهله وأصدقائه معه؛ لأنه بعيد عن بلده، مؤكدا أن حميمية المكان أنسته غربته.