أيام وتعود عجلة المسابقات الرياضية للدوران بعد «إجازة سنوية» تخللها هذه المرة كأس العالم بالبرازيل، ما يعني أن عشاق المستديرة في حالة تخمة كروية بعد مونديال دسم قدمت فيه المنتخبات المشاركة وجبات وأطباق فنية شهية أمتعت وأشبعت كل محبي كرة القدم من المحيط الى المحيط، فالكل شاهد وتابع للمرة الأولى ذوبان الكثير من الفوارق الفنية والنفسية بين ما كانت تعرف بالحيتان الكبيرة والأسماك الصغيرة في بطولات كأس العالم، وظهر بوضوح أن الكلمة الأولى للعطاء والعرق والكفاح والانضباط التكتيكي وليس للاسم كما كان «متوارثا»، فاحتراف اللاعبين الأفارقة واللاتينيين و«بعض» الآسيويين وانتشارهم في الدوريات الأوربية بالعشرات بل المئات عدا أنه انعكس إيجابا على تصاعد مستويات المنتخبات القادمة من هناك فقد أزال أيضا تلك الرهبة القديمة من منتخبات أوروبا ومنتخبي البرازيل والأرجنتين، لذلك شاهدنا هذه المرة تحديدا مونديالا «استثنائيا» في كل شيء، وصادما لعشاق القلاع الكروية الكبيرة، ومبشرا في الجانب الأهم بأن يكون مونديال روسيا هو مونديال التحولات الكبرى في مسيرة كأس العالم والتي اقتربت من التسعين عاما. ولعل دوافع تلك المقدمة الطويلة هو التنبيه على أندية دوري جميل بأن لا يذهب الهدر المالي على المعسكرات الخارجية كزبد البحر، فبقدر تلك التعاقدات المليونية والإضافات الفنية على صعيد اللاعبين والمدربين تنتظر الجماهير مردودا يوازي ذلك الصرف وتتعشم في مواجهات تنافسية لن تشبه بالتأكيد ما شاهدناه في البرازيل لأن هذا صعب إن لم يكن مستحيلا، ولكن فقط أن تكون سهلة الهضم على بطون كروية تعيش حالة من «الشبع» الشديد، وجاهزة لأن تتقيأ كل ما يفسد حالة الرضى التي تعيشها بعد المونديال الأخير. إبراهيم شالنتو