أجمعت قيادات تحرير صحف سعودية على ضعف مستوى أداء المنتخبات المشاركة حالياً في بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا، واتفقت على أن المنافسة على اللقب ستنحصر أخيراً بين البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإسبانيا. وذكر رئيس تحرير صحيفة الرياضي الزميل عبدالعزيز شرقي أنه لم يشهد من قبل مونديالاً أبهت من هذا، وقال "لا أعتقد أن الجماهير استمتعت بالمونديال، فقد كانت تتوقع من المنتخبات المشاركة أن تعمل على إعادة الهيبة إلى الكرة العالمية من حيث المهارات والأداء والسرعة، لكنني أجد أن المنتخبات الآسيوية والأفريقية أعادت للقارتين حضورهما الكروي القوي في الوقت الذي لم تظهر فرق كبيرة كإسبانيا التي خسرت مباراتها الأولى وألمانيا التي رغم أربعتها تبدو مهددة بالخروج". وأضاف "لم أر كرة قدم تليق بسمعة كأس العالم، وربما يعود السبب إلى مكان الإقامة، فجنوب أفريقيا غير متطورة كروياً لتستضيف كأس العالم وأثرت سلباً على اللاعبين والمدربين بعدم وجود الأمن والأمان فقد تعرضوا للسرقة والخوف ويبدو أنهم يعيشون حالة من القلق والاضطراب إضافة إلى أسلوب التشجيع والصافرات التي أربكت الحكام وحتى اللاعبين كما صرح كريستيانو رونالدو متسببة في عدم التركيز داخل الملعب". ويعتقد الشرقي أن اللاعبين أيضاً يخشون على أنفسهم من الإصابات مما جعلهم يلعبون بحذر". أما رئيس تحرير صحيفة جول أون لاين الإلكترونية خلف ملفي، فشدد على أنه لم يستغرب أن يظهر المستوى الفني للبطولة في الجولة الأولى غير مثير لأن الفرق تلعب في محاولة أولاً لاكتشاف مواطن الخلل وعدم التعرض لأي اهتزاز، كما أن اللاعبين عموماً كانوا قد خرجوا من موسم شاق وطويل وبعض منتخباتهم لم تلعب مباريات ودية عدة، ولذا كان من الطبيعي أن يتسم اللعب في البداية بالحذر والخوف. وأضاف "كانت الجولة الأولى (بروفة) للجولة الثانية التي ترسم ملامح الفرق وقد ظهرت بالفعل بمستوى أفضل". ويجد ملفي التوقعات صعبة لكنه يعتقد أن المنافسة ستنحصر بين أربعة منتخبات هي البرازيل القوية التي لا يمكن تجاهلها، وألمانيا التي قدمت صورة جيدة وفوزاً كبيراً على أستراليا، والأرجنتين بنجومها الساطعة بغض النظر عن مديرها الفني مارادونا، وإسبانيا لأن لاعبيها كبار وقادرون على تغيير أي نتيجة. واختتم ملفي حديثه بالإطراء على الأرجنتيني ميسي الذي اعتبره الأكثر إبهاراً رغم أنه لم يسجل حتى الآن إلا أنه قدم ما هو أكثر من التسجيل بفتح فرص لزملائه الذين استفادوا منها وسجلوا الأهداف. واعتبر نائب رئيس صحيفة الرياضي محمد البكيري أن المونديال لم يستحق المشاهدة حتى الآن، ولم يكن مشوقاً لمتابعيه خلال المباريات التي مضت، لكنه يتوقع أن تحدث مفاجآت عن طريق فرق غير متوقع لها الفوز يمكنها أن تأتي بالتشويق. ويرى البكيري أن مستوى المباريات فنياً متوسط ولم يرق بعد إلى الجيد عدا مستوى الأرجنتين والبرازيل، وقال "لم نجد الإثارة إلا في النتائج كخسارة منتخبات كبيرة مثل فرنسا التي كانت مرشحة للفوز باللقب، وهذا ما يعطي أفضلية لبطولة كأس العالم في نسختها السابقة". ويأمل البكيري أن تظهر الفرق في الأدوار النهائية بمستويات أكثر تشويقاً وندية، ويتوقع أن تحدث مفاجآت في الدور ال16 وتتأهل فيه منتخبات غير مرشحة على حساب منتخبات أخرى، وتشهد الأدوار سقوط مرشحين كبار على حساب مرشحين صغار. وفيما يتعلق بالنجوم قال البكيري "لم يكن هناك ظهور مطلق لأحد منهم بل شهد المونديال الحالي اختفاءً للنجوم حيث لم يقدم أحد منهم نفسه"، متابعاً "يبدو أن كأس الأمم الأوروبية استهلكت النجوم وتسببت في إجهادهم". واختلف مدير تحرير صحيفة الحياة طلال آل الشيخ في تقييمه للمونديال قائلاً "البعض يرى أن المونديال أقل من النسخة الماضية إلا أن لكل مونديال أجواءه الخاصة وسوف تأتي الإثارة والمفاجآت، لكن كرة القدم أصبحت تعتمد على الجماعية وعلى الدور الدفاعي وليس على المتعة والمهارة فأساليب اللعب قد اختلفت منذ أعوام وأصبح اللعب يتسم بالتكتيك الفني والقوة وليس فتح اللعب لتسجيل الأهداف". ويعتقد آل الشيخ أن الفريق الفائز سيكون ذلك الذي يملك نجماً قادراً على تحقيق الثبات والقدرة على الحسم، فالأرجنتين لديها ميسي وربما يحقق لها الكأس كما حققه لها من قبل مارادونا. أما رئيس القسم الرياضي في صحيفة الشرق الأوسط الدولية مساعد العصيمي فأكد أيضاً أن العطاءات في الجولة الأولى أقل من المتوقع فلم يكن هناك أي إثارة أو ندية أو قوة. وقال "توقعت من اللاعبين أن يقدموا من خلال منتخباتهم الجمالية غير النتائج لكنهم أثبتوا أن كرة القدم أصبحت تخضع للمناهج الصعبة التي لا تلبي الإمتاع". وأضاف" أتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها في الجولة المقبلة بأن تقدم إسبانيا نفسها بقوة والبرازيل تستعيد صدمة البداية ونشاهد نجوم الأرجنتين". ويرجع العصيمي انخفاض مستوى المونديال إلى الإرهاق الذي تعرض له اللاعبون وللإصابات قبل البطولة ولهذا يتوقع ظهور أسماء جديدة.