بدءاً من اليوم سيتسمر المشاهد السعودي أمام شاشات التلفزة لمشاهدة 32 منتخباً ينثرون الإبداع، ولمدة شهر كامل في نهائيات كأس العالم 2014 والتي ستقام في البرازيل، بيد أنه سيكون متحسراً وهو يشاهد هذه البطولة وللمرة الثانية على التوالي، دون أن يكون منتخب بلاده طرفاً في هذه النهائيات، وهو الذي شهد تأهل منتخب بلاده 4 مرات متتالية منذ عام 1994 في أمريكا، مروراً بفرنسا عام 1998 ومن ثم في اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 وأخيراً في ألمانيا عام 2006 ليغيب الأخضر عن نسختي 2010 في جنوب إفريقيا و2014 في البرازيل، رغم أن الأخضر يملك رصيداً مشرفاً في البطولات القارية؛ حيث حقق لقب كأس آسيا ثلاث مرات، وشارك في كأس القارات 4 مرات. ووفقا ل"سبق"، فإن غياب الأخضر عن المونديال واجه عتباً جماهيرياً كبيراً، مطالبين اتحاد الكرة بصنع منتخب جديد وشاب؛ للمنافسة على التأهل لبطولتي كأس العالم 2018 في روسيا و2022 في قطر. "سبق" أجرت استطلاعاً مع عدد من النقاد الرياضيين؛ لأخذ آرائهم حول الحلول التي من شأنها أن تعيد الأخضر للمونديال من جديد: البداية كانت مع الإعلامي سلطان المهوس والذي قال: "غياب المنتخب السعودي لكرة القدم عن مونديال كأس العالم 2014 الذي سيقام في البرازيل، يأتي انعكاساً لسوء الإعداد وتخبطات اتحاد الكرة؛ حيث انكشف الحال بعد أن تقدمت مستويات المنتخبات التي كنا نعتبرها غير منافسة". وأضاف: اللاعب السعودي لم يعد قادراً على التميز سوى محلياً. وعن تأثير هذا الغياب قال: "طبيعي أن يؤثر ذلك على سمعتنا لا سيما وأن العزلة العالمية كروياً هي بحد ذاتها عقاب قاسٍ، ولهذا الغياب أسباب أهمها التخبطات والخطط التي جعلت اللاعب ينتحر من أجل ناديه ولا يلتفت لمنتخب بلده". واختتم "المهوس" حديثه قائلاً: "صعب جداً أن ننافس؛ فلاعبونا منفوخون محلياً حتى التخمة، وإن أردنا الوصول لكأس العالم فعلينا الاعتماد على لاعبين فقراء". من جهته، أوضح الإعلامي صالح الحمادي أن غياب المنتخب السعودي عن مونديال 2014 عن البرازيل طبيعي نتيجة لتراجع مستويات الكرة السعودية مؤخراً. وقال "الحمادي": "للعلم المشاركات الماضية التي كانت من عام 1994 إلى عام 2006 هذه كلها كانت معطيات سنوات تأسيس سابقة، ووفق المعطيات الحالية التي أراها لا أتوقع أن يتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2018 في روسيا؛ لأن الاتحاد السعودي الآن لا يوجد لديه اللجان الفارعة التي تقدر أن تفرز منتخباً سعودياً بطلاً وقوياً باستطاعته مقارعة المنتخبات العالمية". وأضاف: مع الأسف الاتحاد السعودي يضعف أكثر من أن يقوى؛ وأصنف الاتحاد السعودي بأنه أضعف اتحاد مَر على الكرة السعودية منذ تأسيسها. واختتم "الحمادي" حديثه قائلاً: "لو كان ما يتقاضاه اللاعب السعودي في الداخل وفق أرقام منطقية ومقبولة قياساً بمستواه لما رأيناهم يرفضون عروضاً أوروبية، لكن الآن إذا قست قيمة اللاعب السعودي الفنية فأنا من وجهة نظري أفضل لاعب سعودي لا يستحق مليون ريال سعودي في السنة". من جهته أكد المحلل الاقتصادي راشد الفوزان أن غياب المنتخب السعودي عن مونديال كأس العالم طبيعي؛ لأنه ناتج عن عدم الاهتمام في القاعدة السنية بالأندية، بل أصبح جُل اهتمام رؤساء الأندية بالفريق الأول؛ وتهميش بقية الفرق. وقال "الفوزان": "من خلال المعطيات التي أراها الآن يوجد هنالك بصيص أمل للتأهل لكأس العالم القادمة؛ متى ما تم تغير الفكر الرياضي في المملكة، وتم تطبيق الاحتراف بحذافيره؛ وتم الاهتمام بالفئات السنية ففي هذه الحالة يمكن أن نتأهل". واختتم "الفوزان" حديثه بقوله: "لا يمكن أن يوثر هذا الغياب اقتصادياً على المملكة؛ لأن جُل اللاعبين السعوديين غير محترفين بالخارج، ولا يجنون أموالاً طائلة بل هم في المملكة". المدرب الوطني صالح المطلق أكد أن غياب المنتخب السعودي طبيعي جداً؛ لأن ذلك ناتج عن تراجع المستويات سواء عن طريق المنتخبات أو الأندية. وقال "المطلق": "أسباب الغياب هي الركون للإنجازات السابقة التي حققها المنتخب سابقاً، وعدم سعيهم للتطور وتحقيق إنجازات مستقبلية". أما اللاعب السابق فؤاد أنور فقال: "إن غياب المنتخب السعودي عن المونديال شيء محزن بعد 4 مشاركات متتالية فكان المفروض أن نكون موجودين في هذا المونديال خصوصاً لأنه يقام في أرض ملوك الكرة البرازيل". وأضاف: لكن حتى المستوى الفني للمنتخب السعودي لم يقدم ما يشفع له في المرتين الأخيرتين لكي يتأهل، لذلك خرجنا من أكبر تظاهرة كروية في العالم. وعدد أنور أسباب هذا الغياب الكثيرة ومن أهمها: - تراجع مستوى الفئات السنية وعدم مشاركتها في البطولات الدولية. - عدم التخطيط بالشكل السليم والصحيح في الاتحاد السعودي. - العقود الخيالية التي يتسلمها اللاعبون والتي جعلت الطموح لديه "صفر". - سهولة ارتداء فانيلة المنتخب السعودي فاللاعب الآن يبدع مباراة مباراتين نجده أساسياً في المنتخب. - الاحتراف في السعودية هو احتراف ورقي وليس احترافاً يطبق على أرض الواقع. وقال "أنور": "اللاعب الأجنبي والمدرب كذلك يأتيان للمملكة العربية السعودية محملين بالخطط والتمارين الصباحية والمسائية، ولكن بالعامية "خربناهم" فنجدهم يلغون التمارين الصباحية ويجعلون التمارين لمدة ساعة ونصف، بعكس ما كانوا عليه في الخارج حيث إنهم يتدربون 6 ساعات مقسمة على صباحية ومسائية. واختتم "أنور" حديثه قائلاً: "لا أتوقع أن نتواجد في كأس العالم 2018 في روسيا؛ لأن المعطيات التي أمامي لا تبشر بالخير".