فجأة أطلق طفل صغير صرخة بعد أن أمسكت النيران ملابسه وأحرقت وجهه حينما كان يلهو بمجموعة من الطراطيع في فضاء بمدنة أبها، مثل هذا السيناريو الموجع يحدث بين الحين والآخر لأطفال أثناء لهوهم بالألعاب النارية. وفي أسواق خميس مشيط تجد أطفالا كثيرين بجوار الأسواق بحثا عن الأماكن التي تتعامل مع الطراطيع في الخفاء، إذ أن باعة الطراطيع بجميع أنواعها يرغبون في الكسب المادي السريع ولا يبالون بخطورتها سواء عليهم أو على المشترين. وأوضح كل من مشبب بن لجهر ومحمد آل غواء أن الأطفال يعرفون مواقع بيع الطراطيع وإنه لا يكاد يمر شهر رمضان بدون تواجدهم في الأسواق مختبئين عن أعين رجال الدفاع المدني وبالذات في الليالي التي تسبق العيد وغالبية زبائنهم من صغار السن والشباب. وقال نايف الشهراني وخالد محسن من باعة الطراطيع إنهما يبيعان الألعاب النارية، لافتين إلى أنه من بين الأنواع التي يبيعانهما الفحم والصواريخ والفراش والنحل، موضحا أن الكبار يفضلون الكمثرى والنافورة في حين يفضل الصغار نجوم الليل والصواريخ وأبو حمامة مضيفان أنهما يقومان بشرائها من أحد الأسواق في محافظة صبيا حيث تتوفر هناك بشكل أكبر. من جهته، أوضح مصدر مطلع في مديرية الدفاع المدني في عسير أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير تقوم بعمل توعية مستمرة للمخاطر ومن ضمنها مخاطر الألعاب النارية سواء عن طريق اللوحات النقطية المتواجدة بمكان بارز بالتقاطعات وموقع المديرية العامة على شبكة الإنترنت وكذلك عن طريق توزيع المطويات والصور الهادفة من خلال المعارض والمناسبات والتي كان آخرها المعرض التوعوي الذي بمركز تجاري في أبها. أما ما يخص انتشارها وتواجدها بالأسواق وبيعها فأكد أن هناك متابعة وتنسيقا مع الجهات الأمنية لضبطها ومصادرتها إذ من الملاحظ أن من يقوم ببيعها هم من صغار السن الذين يلوذون بالفرار عندما تقوم الجهات الأمنية بملاحقتهم. وذكر أن المديرية العامة للدفاع المدني دائما ما تحذر المواطنين والمقيمين، من الانجراف خلف رغبات الأطفال واقتناء ألعاب نارية، وخصوصا هذه الأيام التي يقترب فيها عيد الفطر المبارك، ويكثر فيها بيع وشراء الألعاب الخطرة التي تشكل تهديدا حقيقيا يهدد سلامة مستخدميها وتحديدا الأطفال حيث أكد أن ما يعرف بالطراطيع أو الشماريخ قد تتسبب في حروق وتشوهات في أجساد الأطفال الذين لا يدركون الأضرار والمخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب. كما شدد على أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها حفاظا على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم إلى أحزان، علما أن إمارات المناطق أوجدت للمواطنين والمقيمين مواقع خاصة بالاحتفالات بشكل يضمن السلامة للجميع.