رغم التغير الذي يشهده عيد الفطر المبارك إلا أن غالبية أهالي المدينةالمنورة مازالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد ومازالت الأسر متمسكة بالتزاور والمعايدة وفتح الأبواب لاستقبال المعايدين من الصباح الباكر إلى ما بعد منتصف الليل. وأوضحت أم أحمد والتي تعمل في إحدى الدوائر الحكومية عن العيد المديني بين الماضي والحاضر فتقول: في عائلتنا لم يختلف العيد عن الماضي كثيرا حيث إننا نحافظ على ما نشأنا عليه منذ الصغر ومازلت أسعى إلى تجديد ألوان الطلاء في منزلي كما كنا في السابق نقوم بدهن جدار المنزل بالنورة قبل العيد بيومين أو ثلاثة وتنجيد الفراش وتجهيز النصبة وشراشف المساند. ومازلت أحتفظ بالفرش العربي بمنزلي في إحدى الغرف التي تعمدت أن أجعلها على الطراز القديم حتى أشعر أن الزمن لم يتغير وأقوم باستقبال ضيوفي المقربين في هذه الغرفة في العيد وجميعهم يسعدون جدا عندما يجلسون بها لأنها تذكرهم بالماضي الجميل. وتشاركها الرأي فاطمة كردي فتقول: يتميز عيد الفطر بالمدينةالمنورة بالزيارات العائلية لعدم وجود متنزهات تشغل الأهالي في العيد، لذلك لا يجد الأهالي متنفسا سوى زيارات الأقرباء التي تحافظ عليها الأسر بالمدينة، حيث نتجمع في عيد الفطر سنويا في بيت والدنا رحمه الله من أجل الإفطار الذي يشتمل على السلات والجبن والزيتون والامبة التي تعتبر سيدة مائدة الإفطار في العيد وملكة المائدة الدبيازة التي تحتوي على المكسرات وقمر الدين والتمر الناشف والتي تطهى مع القمر الدين بعد أن يصبح كالمهلبية وهذه الأكلة متوارثة من أجداد الأجداد. وتعبر أشواق عن سعادتها بالذهاب مع أسرتها إلى صلاة المشهد بالحرم النبوي حيث تتجمع هي وأشقاؤها وشقيقاتها وأطفالهم ليذهبوا سيرا على الأقدام لحضور صلاة المشهد في ساحة الحرم ومشاهدة مظاهر العيد على الجميع خاصة الأطفال الذين يتباهون بألوان ملابسهم الجميلة وبعد ذلك يذهبون إلى منزل كبير العائلة لتناول وجبة الإفطار والانطلاق إلى منازل الأقرباء لمعايدتهم.