سرد عدد من النساء في المدينةالمنورة تفاصيل العيد في السابق، مشيرات إلى أن التحضير للمناسبة السعيدة كان يبدأ منذ منتصف رمضان، من خلال ترتيب المنازل وطلائها ب«النورا» التي تضفي عليها روائح جميلة، متطرقات إلى العديد من الفعاليات التي كانت تنظم ببساطة في الأحواش والحواري القديمة. وأكدن أن العيد في الماضي كان أفضل من الوقت الحالي، إذ كانت تعزز فيه الروابط الاجتماعية ويظهر ذلك بجلاء من الزيارات التي يجريها الرجال للأحياء المجاورة لمدة أربعة أيام، فضلا عن حرصهن على تلمس حاجات الفقراء والمحتاجين. وأوضحت المشرفة التربوية المتقاعدة ورئيسة القسم النسائي في لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم ورئيسة القسم النسائي للجمعية الوطنية للمتقاعدين زينب الفوتاوي أن العيد حاليا اختلف عما كان عليه في السابق، مشيرة إلى أن أهالي المدينةالمنورة في السابق كانوا يستعدون للعيد منذ منتصف رمضان فيصبغون المنزل ب«النورا» التي حل محلها الآن الدهانات الكيماوية. وذكرت أن المنازل من الداخل تدهن بالنورا التي تنشر الروائح الجميلة فيه، ليست كروائح الدهانات الحالية حيث تجهز القاعة والديوان الموجودة أسفل البيت بالفرش العربي المنجد والشراشف البيضاء. وأفادت أنه في ليلة العيد ينظفون المنازل ويضعون نصبة الحلوى في القاعة، موضحة أن النصبة عبارة عن حلويات مثل اللوزية والحمصية والحلقوم وتوضع داخل أوان زجاجية «مطبقيات» من الكريستال وتغطى النصبة بالتل ويوضع بجانب النصبة مرش به ماء الورد وبجانبه قوارير العطور القديمة مصل أبوعصفورين. وقالت: وعند صلاة المشهد يلبس الجميع ثياب العيد الجديدة وتذهب الأسرة بكاملها مع الصبيان الذين كانوا يعملون في المنازل إلى الحرم لأداء صلاة المشهد مشيا على الأقدام، يتوجهون من طريق ويعودون من آخر، اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند عودتهم تجهز سفر الإفطار التي تجمع العائلة بأكملها. وأضافت: بعد ذلك تبدأ معايدة الرجال الذين ينطلقون إلى الحواري والمنازل طوال اربعة أيام كل يوم حارة مختلفة وحوش مختلف ولا يشترط معرفة أهل المنزل للمعايدة فالكل يعايد الكل وأبواب المنازل مفتوحة وفي حال لم يكن رب الأسرة موجودا وجاء المعايدون من الرجال يقومون بالمناداة من أسفل المنزل فتقوم ربة البيت بالرد عليهم ويدخلون لأخذ حلاوة العيد والتطيب بالعطور الموجودة بجانب نصبة الحلويات ذاكرين اسمهم لربة المنزل حتى تخبر زوجها بمن حضر عند خروجهم للمعايدة، لافتة إلى أن الفتيات الصغار يرتدين ثياب العيد ويخرجن لمعايدة الجيران والأقارب، كما كانت هناك احتفالات في الأحياء تحيا بالطبول والرقص كالخبيتي والمزمار وكانت هذه الاحتفالات مقتصرة على الرجال فقط وتستمر المعايدة طوال الأربعة أيام. وأوضحت أن كل ربة منزل تزور جارتها أثناء الضحوية ومعايدتها والجلوس لديها من الساعة الى الساعتين ثم تعود الى منزلها لتجهيز الغداء لزوجها، وأفادت أنه بعد ذلك يبدأ عيد الست بصيام الأيام الست من شوال. إلى ذلك، ذكرت خديجة عبدالحميد أن الأهالي في السابق كانوا يصبغون المنزل قبل العيد بأسبوع ب«النورا»، ويجهزون القاعة والديوان، ويحضرون الضاربين لضرب المفارش وتنظيفها، مبينة أن المفارش آنذاك كانت من النوع الأصلي وليست كمفارش الوقت الحالي. وذكرت أنهم يضعون نصبة الحلوى والعطور في القاعة والديوان وهي عادة تكون في الدور السفلي بالمنازل، موضحة أن الجميع يذهبون لصلاة المشهد وعند العودة تفرد سفر الافطار التي تحوي الجبن والزيتون والامبة ولحم السلات والشريك والفتوت وبعد الإفطار يتجهز الرجال لاستقبال المعايدين فيظل أحدهم للاستقبال ويذهب الباقون للمعايدة وهكذا طوال الأربعة الأيام. كما كانت تقام بالأحياء المراجيح الخشبية للأطفال والألعاب التي ينشئها أبناء الحي ليلعب الأطفال بها في العيد. وأكدت خديجة أن عيد الفطر في الماضي أجمل بكثير من الوقت الحالي وكانت قلوب الأهالي والجيران والأقارب على بعضها البعض وأبواب المنازل جميعها مفتوحة لاستقبال المعايدين دون استثناء.