أدى أكثر من مليون مصل من المعتمرين والزوار صلاة الجمعة الرابعة في المسجد الحرام أمس، بعد أن ضاعفت الجهات المعنية من جهودها في تهيئة الحرم والساحات المحيطة به والطرق المؤدية إليه أمام قاصدي بيت الله الحرام، فيما تم إغلاق المنطقة المركزية بعدما شهدت الشوارع والطرق المؤدية للحرم تزاحما للمصلين لمسافات طويلة، ما حدا برجال المرور من تهيئتها وعدم دخول المركبات إليها إلا بعد فراغها تماما من المشاة. وأكد ل«عكاظ» قائد القوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد قرار الحربي نجاح الخطط الأمنية التي نفذتها القطاعات الأمنية أمس في المسجد الحرام بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية أثناء أداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، مضيفا: لم يشهد المسجد الحرام قوة في الكثافة البشرية من المصلين والمعتمرين كما كنا نتوقع بحكم أن أمس كان آخر جمعة في رمضان، وأضاف: شاركت القوة الخاصة لقوات الطوارئ بكامل قوتها من الضباط والأفراد من خلال تواجد 3200 رجل أمن من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة. من جانبه، قال قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى بن مساعد الزهراني «تم تطبيق خطة ميدانية خلال صلاة الجمعة أمس، وذلك بانتشار أفراد القوة والضباط وقوة الجهات الأمنية المشاركة في أروقة وأدوار المسجد الحرام والأبواب والساحات المحيطة وتم توجيه المصلين الذين تدفقوا على المسجد الحرام منذ الساعات المبكرة إلى الدور الأرضي وعند اكتمال الطاقة الاستيعابية حولوا إلى الأدوار العلوية وسطح الحرم ومن ثم إلى البدروم. وأبان أن الوضع أثناء أداء صلاة الجمعة كان ولله الحمد مطمئنا، مؤكدا على انسيابية دخول المصلين للمسجد الحرام والخروج منه، وقال «كان لانتشار رجال الأمن من كافة القطاعات العسكرية ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دور في التخفيف من الزحام، فيما ساهمت الخطط الأمنية في توزيع الكتل البشرية التي تدفقت منذ ساعات الصباح الباكر على المسجد الحرام»، لافتا إلى أن توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام ساهمت في استيعاب الكثير من المصلين وسط منظومة أمنية وخدمية عالية الدقة والتنفيذ. وأوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي، أنه تم تفريغ المنطقة المركزية وإغلاق بعض الطرق المؤدية للمسجد الحرام، نظرا لكثافة المشاة عبر ذلك الطريق، فيما تم تخصيص عدد من الأنفاق للنقل العام (الترددي) كأنفاق الأمير متعب بالمسخوطة وأنفاق الملك عبدالعزيز بكدي والأخرى المؤدية إلى باب علي، مبينا أنه كونت فرق خاصة بمتابعة الدراجات النارية ومنعها من دخول المنطقة المركزية حتى يسهل لمرتادي المسجد الحرام التحرك داخل المنطقة المركزية بسهولة ويسر. وأكد أحمد المنصوري المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن الرئاسة كثفت من خططها في مواجهة زيادة أعداد المعتمرين والمصلين يوم الجمعة أمس من أجل راحة وطمأنينة قاصدي المسجد الحرام. كما أدى أمس أكثر من نصف مليون مصل آخر صلاة جمعة في رمضان الجاري بالمسجد النبوي الشريف، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة، بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة لتقديم أفضل سبل الرعاية لزوار مدينة المصطفى. وأوضح مدير العلاقات العامة بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف عبدالواحد بن علي الحطاب، أن أكثر من ألفي موظف وموظفة يعملون على تنفيذ خطة الوكالة في كل الأعمال الخدمية ومنها حراسة الأبواب وفتح الممرات في الساحات وداخل المسجد وفي السطح والتوجيه والإرشاد، ويتولى ثلاثة آلاف عامل وعاملة أعمال النظافة والفرش والصيانة والسقيا التي تستمر على مدار 24 ساعة لتتحقق نظافة المسجد النبوي وساحاته وسطحه، وبين أن التنظيف يتكرر عدة مرات في اليوم والليلة وخاصة بعد الإفطار. وبين أن الرئاسة تحرص على خدمة كبار السن والعجزة من الزوار وذلك بنقلهم عبر عربات القولف من أطراف الساحات إلى أبواب المسجد النبوي وكذلك الحال بعد أدائهم الصلوات حيث يتم نقلهم من عند أبواب المسجد إلى خارج الساحات. وفي السياق ذاته، بدأت المديرية العامة للمرور بالمنطقة في تنفيذ خطتها الخاصة بالأيام الأخيرة من رمضان بزيادة عدد العاملين وتحويل 150 موظفا إداريا إلى العمل الميداني. وأوضح مدير المرور بالمنطقة اللواء محمد بن عجلان الشمبري، أنه كانت هناك انسيابية في حركة السير للطرق المؤدية للمسجد النبوي الشريف وكذلك عند القدوم والمغادرة عبر المطار، عبر الطرق المؤدية للمدينة المنورة، مبينا أنه تم تخصيص نقاط لفرز الحافلات عن المركبات لضمان وصول الزوار إلى أماكن سكنهم في وقت وجيز، وتغطية كافة التقاطعات والميادين داخل طيبة الطيبة وحول المسجد النبوي والمزارات الأخرى التي يقصدها الزوار والمعتمرون، مع الإشراف الكامل على الحركة المرورية في المنطقة المركزية وتنظيم دخول المركبات إلى مواقف المسجد النبوي من مختلف الاتجاهات، وتنظيم حركة المشاة، حرصا على سلامة الزوار. وكثفت مديرية الدفاع المدني بالمنطقة من أعمالها بما يتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد المعتمرين، وأوضح مدير الدفاع المدني بالمنطقة العقيد خالد العتيبي، أن الخطة تتضمن دعم قدرة الوحدات والفرق الميدانية لأداء مهامها على الوجه الأكمل، مواصلة الكشف الوقائي على المباني التي يقطنها الزوار، تكثيف أعمال التوعية من مخاطر الحرائق وحالات الطوارئ، مواصلة عمل المراكز الموسمية في جميع الطرق المؤدية للمدينة المنورة، وفي المنطقة المركزية إضافة لاستمرار عمل الفرق الموسمية ووحدات السلالم والتدخل السريع المدعمة بوحدات الإسناد الآلي والبشري والمعدات الثقيلة والفرق المخصصة كفرق التدخل في حوادث المواد الخطرة وحوادث المصاعد، إضافة للفرق الإسعافية للتعامل مع كافة الحوادث والبلاغات لتأمين سلامة زوار المسجد النبوي، وإزالة كافة أشكال المخالفات. وأوضح المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بالمنطقة نايف سيف الأحمدي أن الهيئة كثفت الخدمة خلال العشر الأواخر بزيادة الفرق الإسعافية في نقاط محددة وزيادة ساعات عملها الميداني من خلال الفرق الإسعافية المجهزة بالآليات والأجهزة الطبية المتقدمة، وذلك ضمن خطتها الشاملة لشهر رمضان التي ينفذها ما يقارب ألف كادر من الموظفين الرسميين والمتطوعين من أطباء ومسعفين وفنيين وسائقين لمباشرة الحالات الطارئة في المسجد النبوي.