في ليلة روحانية عبقة بذكر الرحمن، شهد أكثر من 3 ملايين مصل البارحة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام، وسط أجواء إيمانية وخدمات متكاملة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وامتلأ الحرم المكي وساحاته الخارجية بالمصلين الذين امتدت صفوفهم إلى الشوارع الرئيسية المؤدية إليه. ورصدت «عكاظ الأسبوعية» حشودهم من ارتفاع 2500 قدم. فيما شهدت مواقف السيارات كثافة عالية من المركبات التي تم تحويلها إلى المواقف المركزية التي توفرت فيها حافلات لنقل المعتمرين والزوار إلى الحرم. وتمكن الزوار والعمار وقاصدو بيت الله العتيق من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وفي جو روحاني مفعم بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، بفضل الله، ثم بفضل ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات، وجندته من طاقات بشرية وآلية، ونفذته من مشروعات حيوية في سبيل تحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء نسكهم وعباداتهم بيسر وأمان؛ إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله الذين يحرصون على توفير أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي هذه الديار المقدسة، منذ أن تطأ أقدامهم أرض هذه البلاد المباركة حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. وأدت جموع المصلين في المسجد الحرام صلاة العشاء والتراويح والقيام في ظل رعاية شاملة وخدمات متميزة متكاملة وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أكد أن خدمة المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام شرف كبير، وأن الجميع يعملون جاهدين لتحقيق أقصى درجات الراحة والتسهيلات لخدمة قاصدي بيت الله الحرام هذه الأيام، منوها بما يقدم للمعتمرين من خدمات كبيرة، وما تم إنجازه من أعمال في توسعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله التي سيستفيد منها ضيوف الرحمن في هذا الشهر المبارك. واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة رغم الكثافة الكبيرة في أعداد المركبات القادمة إلى مكةالمكرمة، ولم تحدث أي اختناقات أو حوادث مرورية تذكر ولله الحمد والمنة، حيث استحدثت إدارة مرور العاصمة المقدسة عددا من نقاط الفرز والتحكم لعزل مركبات الخدمات عن المشاة، خصوصا في أوقات الصلوات؛ حفاظا على سلامة المارة، حيث تم تخصيص مواقف خارجية، إلى جانب توفير حافلات نقل عام لهم، أما المواقف الداخلية التي تم تخصيصها، فهي مواقف «كدي» و«جرول» و«الرصيفة» و«أم القرى» و«الجمرات»، حيث تستوعب أكثر من 45 ألف مركبة، مع التركيز على الطرق الترددية، من أجل ضمان السرعة والسلاسة في نقل المصلين والمعتمرين والحركة الترددية بعد صلاة التراويح. وأكد مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج أن تنفيذ الخطة الأمنية لليلة ال27 من رمضان تم بنجاح على جميع المستويات والقطاعات، مشيرا إلى أن الاستعدادات بدأت منذ وقت مبكر لهذه الليلة التي يحرص الكثير من المعتمرين والزوار على حضورها بالمسجد الحرام. وأوضح أن الحالة الأمنية كانت مستقرة، وأن رجال الأمن كانوا على أهبة الاستعداد لأي طارئ، مبينا أن الاستعدادات بدأت من حجوزات سيارات المعتمرين، مرورا بشوارع العاصمة المقدسة، وحتى المنطقة المركزية، حيث تم تغطيتها بأعداد كبيرة من رجال الأمن، وكذلك ساحات الحرم المكي الشريف. وأشار إلى عدم تسجيل أي حوادث تعكر صفوف المعتمرين وزوار بيت الله الحرام الذين أدواء صلاة التراويح والقيام بكل يسر وسهولة بدوره، أكد مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء جميل أربعين نجاح خطة الدفاع المدني للتعامل مع الزيادة في أعداد المعتمرين في ليلة 27، لافتا إلى أن الخطة العامة للدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال شهر رمضان، التي اعتمدها وزير الداخلية، تستوعب كل المخاطر الافتراضية المحتملة باجتماع ملايين المعتمرين والزوار في العاصمة المقدسة.