قادها حبها للطهي وولعها بتعلم كل جديد إلى البداية في مشروعها الخاص الذي استهلته بمساعدة ودعم زوجها وقريباتها الذين كانوا يشجعونها على استغلال وقت فراغها في العمل بمهنة الطهي التي تجيدها ببراعة وإتقان. أولى تجاربها في إعداد المائدة العائلية كانت في المنزل ثم الحفلات والمناسبات الصغيرة لصديقاتها حتى أخذت مكانها الرائد بين سيدات الأعمال المتخصصات في مجال الطهي المنزلي في مكةالمكرمة، فأصبحت أم محمد الطاهية البديلة والمفضلة حيث تقدم أشهى الأصناف والأطباق التي يزداد عليها الطلب في شهر رمضان حيث ظفرت بأكبر عدد ممكن من الزبونات اللائي يفضل الشراء والتعامل معها مباشرة لجودة طهيها ولذة مذاقه. معجنات ومقبلات (أم محمد) تعمل على إعداد وطهي وصفات المطبخ السعودي والعربي، حيث تتسابق النسوة في حجز الطلبات قبل حلول الشهر الكريم بأسابيع لتأمين المواد الغذائية والتوابل قبل أن تنفد الكميات المتوفرة لديها فيما يضطررن للانتظار أو الشراء من المحلات والمراكز التجارية التي تتعمد رفع أسعارها في هذا التوقيت من العام. تقول «استغللت ولعي بالطهي، بالاطلاع وتجربة ما تقدمه الموائد العربية والآسيوية، التي تعد الأكثر قبولا في مجتمعنا، فكرت بمصدر رزق لا يخرجني من منزلي ويبقيني قريبة من أبنائي، وبعد تشجيع من زوجي وأسرتي وصديقاتي شرعت بمشروعي الصغير منذ عامين في إعداد المعجنات، الأرز، المُقبِلات بمختلف أنواعها وجنسياتها، بالإضافة إلى مزج التوابل والبهارات- أبازير- (الشوربة، والايدمات...) وصنع خلطتي الخاصة التي تفضلها السيدة الحجازية، حيث تتنوع المائدة الحجازية التي تضم العديد من أطباق الشعوب الأخرى بالإضافة إلى الأصناف الخاصة بهم». تحضر أم محمد وجباتها بمساعدة عاملات يساعدنها قبل بدء الموسم بشهر كي تتمكن من إنهائها وتسليمها في الموعد المحدد، وتقول: «إن النساء يفضلن التعامل مع الطاهيات البديلات لرخص أسعارهن مقارنة بالمراكز التجارية والمطاعم، بالإضافة إلى الراحة في التعامل مع امرأة مثلهن تفهم رغباتهن وأذواقهن، فتعمل بما يطلبن بتقليل وإضافة مكونات الأصناف، والنظافة التي يمكن أن ترصدها الزبونة من خلال التعامل المباشر مع الطاهية. 200 صينية تحدد أم محمد قائمة أسعار طبخاتها الرمضانية حيث ترتفع قليلا عن باقي شهور العام نظرا للضغط الذي تعاني منه طيلة الشهر، حيث تطهو بين (200 - 300) صينية يوميا من المعجنات وصحون المقبلات وتقول إن أغلب زبوناتها من الموظفات اللاتي لا يجدن وقتا لإعداد وجبة الإفطار تحديدا، لذا يكثر الطلب على المعجنات كالسمبوسك، والكبيبة، منتو، الفرموزه وغيرها، حيث يختلف سعرها بحسب عدد الكيلوات وحشوة الصنف المرتبطة بارتفاع المنتجات الغذائية والاستهلاكية بالسوق، ومع ذلك لا تصل أسعارنا إلى الغلاء الفاحش الذي يعاني منه الناس في الخارج. مذاق طيب وتستخدم أم محمد مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، وبرامج التواصل في الهواتف الذكية وبعض محلات الحلويات للترويج للأطباق التي تعدها طيلة العام، بالإضافة إلى الوسائل التقليدية الأخرى كتوزيع إعلاناتها بين صديقاتها وجاراتها والقرطاسيات. وتفضل الموظفة (عائشة) شراء كافة احتياجات مطبخها من (الطاهيات البديلات) بدلا من شرائها من السوبر ماركت أو المطاعم التي لا تضمن نظافتها، أو صحة المنتج إن كان صالحا للاستخدام، بالإضافة إلى أن ما تطلبه يصل إلى باب بيتها ما يكفيها عناء زحمة التسوق في هذه الأيام. أما (أماني) فتفضل الطعم الطيب المطبوخ بعناية واهتمام بأنامل بنات البلد اللائي يعرفن رغبات أهالي المكان، ويتفنن في إعداده.