إن الهدف الأسمى في هذا الطرح ل«الإعلام القرآني» هو إشاعة كلام الله في أرجاء العالم، كونه «الرسالة» الخاتمة للبشرية. قال تعالى {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. وعندما سمعت «أم الدرداء» هذه الآية خرت على وجهها تبكي. قال د. عبدالله بصفر «قد يتوهم البعض أن التدبر خاص بالعلماء، وهذا خطأ فالقرآن كتاب مبين.. كما سماه الله عز وجل، يسمعه العامي والمتعلم والعالم، وكل منهم يأخذ منه ما يتأثر به ويفهمه، ويعي مراده» انتهى. لقد كان مالك بن دينار يقول «يا حملة القرآن.. ماذا زرع القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الارض». وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يكلف أحد أصحابه أن ينادي في ركب من المسلمين، يسأل: أي القرآن أعظم؟ فيأتي الجواب {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية. فقال عمر «نادهم.. أي القرآن أحكم»؟ فأتى الجواب: إن الله يأمر بالعدل والإحسان حتى ختم الآية. قال عمر: «نادهم.. أي القرآن أجمع؟ فيأتي الجواب: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}. قال عمر: «نادهم.. أي القرآن أخوف؟ فكان الجواب {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب. من يعمل سوءا يجز به ولا يجد من دون الله وليا ولا نصيرا}. قال عمر: فنادهم.. أي القرآن أرجى؟ فأتى الجواب قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}. إنه «ذلك الكتاب» الذي قرأه المسلمون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، والخلفاء من بعده، فسعوا إلى تدبره وتعظيمه، يجلونه ويرون فيه رشادهم وسعادتهم. إن الآيات القرآنية الداعية إلى تدبر القرآن.. آيات عديدة في كتاب الله عز وجل. قال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}؟ ومن هذا المنطلق العظيم من كتاب الله العزيز.. يكون السعي المتواصل من وسائل الإعلام إلى تعظيم «ذلك الكتاب» ونشر رسالته إلى الناس.. ونصب الموائد الحوارية للعلماء والمفكرين.