اعتبر مستثمرون في صناعة السياحة بالمنطقة الشرقية، دعوة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، لجعل المنطقة الوجهة السياحية الأولى في المملكة بعد مكةالمكرمة والمدينة، أمرا بالغ الأهمية للنهوض بهذه الصناعة الحيوية، مؤكدين أن المنطقة تمتلك الكثير من المقومات، التي تؤهلها لاحتلال مكانة متقدمة في عالم السياحة؛ نظرا لموقعها الجغرافي المميز، مشيرين إلى وجود العديد من المعوقات التي تحول دون التوطين في القطاع السياحي، أبرزها ضعف تأهيل العمالة المحلية، وعدم توفر الخبرة الكافية لدى الشباب السعودي للعمل بالمجال السياحي، وعدم إجادة اللغات الأجنبية اللازمة للعمل بالقطاع السياحي، فضلا عن تكلفة العمالة المحلية المرتفعة بالمقارنة مع العمالة الوافدة، وضعف إنتاجية العمالة المحلية، وقلة عدد الكليات والمعاهد المتخصصة في التدريب السياحي والفندقي. وأكد الأمين العام لغرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، أن المنطقة الشرقية حققت خلال الأعوام الأخيرة الماضية إنجازات عدة في مجال السياحة، حيث خطت خطوات واسعة، على طريق تأكيد مكانتها على الخريطة السياحية الوطنية والإقليمية، مشيرا إلى أن الشرقية أصبحت جاذبة لأعداد كبيرة من السياح والزوار من داخل المملكة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي. منافسة العواصم وأضاف: «المنطقة تسعى إلى تأكيد نجاحها الذي تحقق، كما تسعى إلى كسب موقع جديد على الخريطة السياحية عربيا وعالميا، وهو طموح لا ينطلق من فراغ، إذ تؤهلها له مقومات وإمكانات عديدة، منها بنية تحتية واسعة في منشآت الإيواء السياحي، وفي المنتجعات والقرى السياحية والمطاعم والأسواق التجارية ومراكز الترفيه وملاهي الأطفال». مطالبا بضرورة النظر إلى هذه الإمكانات والمقومات، ضمن المقومات الحضارية والتاريخية للمنطقة وموقعها الجغرافي، حيث حدودها المجاورة لخمس دول في مجلس التعاون الخليجي، بما يؤكد تميزها ويضعها أمام الكثير من التحديات، وأبرزها منافسة العواصم الخليجية واستقطاب أبناء هذه العواصم الوافدين إلى زيارات سياحية للمنطقة، منوها أن السياحة في «الشرقية» تقدمت تقدما كبيرا؛ ما يجعل المنطقة الشرقية مؤهلة تأهيلا قويا لدور كبير في خدمة التنمية الشاملة بالمملكة، من حيث ضخ المزيد من الاستثمارات، والخدمات، وتوفير فرص العمل، مفيدا أن الأولوية في الشأن السياحي، لا بد أن تتجه إلى تقوية الإمكانات السياحية للمنطقة، وتحقيق تطورات أكبر في البيئة السياحية، على مستوى البنية التحتية، وعلى صعيد الثقافة السياحية أيضا، مشيرا إلى الدور الرائد الذي يؤديه القطاع الخاص بالمنطقة الشرقية، ودور اللجنة السياحية بغرفة الشرقية، الذي يعد أحد الركائز الأساسية في صناعة السياحة بالمنطقة. وأوضح مساعد الخويطر (مستثمر في رياضة السيارات)، أن المنطقة الشرقية تحتل مكانة بارزة في الخارطة السياحية لا تقل عن بقية المناطق، مشيرا إلى أن الشرقية تمتلك العناصر الجاذبة لصناعة السياحة سواء بالنسبة للموقع الجغرافي، فضلا عن كونها واجهة المملكة لدول الخليج، وكذلك الاقتصاد القوي الذي تمتاز به الشرقية؛ ما يؤهلها لبناء قاعدة قوية لصناعة السياحة، مشددا على ضرورة استغلال المواقع الأثرية والجمالية للترويج للسياحة، لاسيما بالنسبة لمحافظة الخبر، معتبرا أن الاستثمار في رياضة السيارات فرصة كبيرة للترويج السياحي، لاسيما أن السباقات التي ستنظم ستكون مركز جذب للسياح من دول الخليج؛ ما يعني جعل بوابة الرياضة مدخلا لاستقطاب السياح، فضلا عن كون الحلبات المفترض إنشاؤها ستكون معلما من المعالم السياحية التي تستقطب شريحة من المهتمين سواء بالنسبة للمواطنين في مختلف مناطق المملكة أو مواطني دول الخليج أو الأجانب بشكل عام. متطلبات القطاع بدورها طالبت دراسة صادرة عن غرفة الشرقية بعنوان (الاستثمار السياحي في المنطقة الشرقية.. الفرص والتحديات) بضرورة تسويق المنطقة الشرقية سياحيا على نطاق واسع، من خلال توفير المعلومات المقدمة للزوار بشكل عام، والعمل على كفاية اللوحات الإرشادية والتعريفية، بالإضافة الى استحداث عدد من إجازات نهاية الأسبوع الممتدة، وكذلك عطلة لمدة أسبوع واحد خلال الفصل الدراسي؛ ما يساعد على زيادة عدد الرحلات السياحية خارج المواسم التقليدية، مشددة على ضرورة إنشاء صندوق للتنمية السياحية، بهدف تيسير الحصول على الأموال اللازمة لمواجهة متطلبات القطاع السياحي بعمولات منخفضة وشروط ميسرة وتوجيه التمويل إلى المشروعات السياحية الجديدة التي يتخوف المستثمرون من الإقدام عليها وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم؛ نظرا لحداثة قطاع السياحة وارتفاع درجة المخاطرة الاستثمارية فيه، وحتى يتم إنشاء هذا الصندوق لا بد من تقديم الدعم والتمويل للقطاع السياحي من خلال صندوق التنمية الصناعية السعودي؛ ما يستدعي تطوير المواقع السياحية وتأهيلها واستثمارها، وتنمية المنتجات ذات الصلة بالسياحة الترفيهية سواء البحرية أو الصحراوية، أو سياحة الواحات والمؤتمرات العلمية والتقنية وغيرها، ورفع جودتها.