أكد الكاتب محمد طحنون أن تجربته الكتابية حدد القدر مسار بدايتها عن أدب السجون بحكم وجوده هناك لسنوات عديدة. وقال طحنون: «شعرت برغبة جارفة في الكتابة وبدأت أكتب القصص، فضيق المكان وانحسار الحواس جعلا من إحساس الوجدان يقوى حتى وصل إلى درجة يصعب وصفها، وأصبحت لدي مساحة كبيرة من الخيال أجول فيها وأخط في أرجائها حروفي بمتعة وتمكن، إضافة إلى إدراك الواقع ورؤيته بصورة ثلاثية الأبعاد». وأضاف: «رغم قساوة التجربة إلا أنها أخرجت من الأعماق ما لم أكن أعلم بوجوده حب الكتابة، كتبت مجموعتي القصصية الأولى هناك، ثم جمعتها بعدما غادرت ذلك المكان وأسميتها (شمعة في أعماق السجون)، لما احتوته من مفاهيم وقناعات ومعارف لم أكن لأعرفها وأصبحت لي بمثابة الشمعة التي أضاءت أركان المكان المظلمة، وأضاءت الفكر والإدراك والروح والقلب، جمعتها في كتاب متواضع ليكون باكورة إصداراتي الأدبية ويكون لي تجربة أشق بها مجال التأليف والنشر، ويكون خطوة أولى في مشوار الألف ميل، واليوم أنهيت كتابي الثاني وقمت بتسليمه لنادي نجران الأدبي ليتولى طباعته ونشره، وهو عبارة عن رواية اجتماعية بعنوان (زوجتي)، وأعمل الآن على كتابي الثالث».