أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. شهر يتسابق فيه الناس على الخيرات وتعج فيه المساجد بالصلاة وتوصل فيه الأرحام ويستدرك الفرد ما فاته من خير طوال العام ويسعى ليجبر كسر ما قصر فيه، لكن البعض خرج من العبادة الى الشراء وتكديس الطعام والتفنن في الموائد والمغالاة.. هل ذلك احتياج أم عادة.. «عكاظ الاسبوعية» طرحت السؤال على بعض السيدات فجاءت الحصيلة كما يلي : قبل وبعد الزواج تقول سمية عندما كنت في منزل والدي كنا نعد كثيرا من الأصناف لأن عدد أسرتنا يفوق الاثني عشر فردا وكان الوضع طبيعيا ولم نشعر وقتها بأنه نوع من التبذير ولكني كنت ألاحظ أن خالتي رغم صغر أسرتهم إلا أنها تتكلف في وجبة الفطور بشكل مبالغ ولم أستطع لفت نظرها وعندما تزوجت اختلف الوضع معي فأصبحت أجهز وجبات الفطور التي تكفينا أنا وزوجي فقط، أظن بأن الإسراف في وجبتي الفطور والسحور عادة لا احتياج. شاكرة أحمد قالت إن الإسراف عادة لا احتياج ويبدأ منذ بداية شراء مستلزمات رمضان، نحن نشتري ما يفوق حاجتنا بكثير ونجهز علي الوجبتين ما يفوق حاجتنا وكأن رمضان هو شهر الطعام لا العبادة، وللأسف أن هذا يعود للعادات السيئة التي اكتسبناها ولم نحاول تغييرها، وتتفق معها هدى عامر التي تقول كنا في منزل والدي نعد أصنافا كثيرة في وجبتي الإفطار والسحور ولم يكن ذلك من باب التبذير فضيوف والدي من المناطق الأخرى كثر ويقيمون معنا إما بغرض العمرة أو لقضاء شهر رمضان في جدة أو للتسوق وتغير الحال عندما تزوجت. وأذكر انني وقعت في حيرة فأنا لا أعرف طباع زوجي فسألته فقال لي «وهل يختلف رمضان عن غيره» فكانت تلك الكلمات بمثابة الومضة التي أنارت لي الطريق. عادة لا عبادة عالية طارق قالت تصيبني المفاجأة عندما أذهب للمتاجر، أرى أشياء مبالغ فيها فأستغرب ولا أتوقع أن جميع الأفراد يحتاجون للكميات المشتراة من الأغذية فقد تحول شهر رمضان من شهر عبادة لشهر تسوق فأوله مستلزمات غذائية وآخره ملابس وأحذية وحقائب وأظن أن ذلك بسبب بعض العادات غير الصحيحة التي ظهرت في المجتمع وذات الحالة للسيدة شادية محمود (استغرب من قريباتي وقريبات زوجي وصديقاتي عندما أجدهن يتسابقن في معرفة أنواع الأطعمة الجديدة والتحضير لبعض الأنواع من نصف شهر شعبان أو من آخر أسبوع فيه.. أنا لم أتعود على ذلك منذ أن كنت في منزل والدي) وتضيف أن المغالاة في شراء المستلزمات الغذائية هي عادة لا احتياج وأكبر دليل بأننا نرى صناديق القمامة مليئة بالأطعمة. من وجهة نظر السيدة ابتسام طاهر أن ما يحدث من حركة شراء للمواد الغذائية في رمضان نوع من البذخ لان التخزين المنزلي في أغلب الأوقات إذا طالت يصبح معهالمخزون غير صالح للاستخدام والغريب أن البعض يقوم بشراء كميات تفوق حاجته من المواد الغذائية قبل دخول الشهر ثم يشتري مواد إضافية طوال الشهر فهذه من العادات السيئة. أما بالنسبة لنا فنحن نشتري احتياجات كل أسبوع وما يطهى للإفطار هو نفسه الذي نتناوله في السحور فبمجرد تناول التمر والماء يشعر الفرد بالشبع الشعور بالجوع الأخصائية الاجتماعية نورا محمد تعلق بالقول: للأسف أن اتباعنا لكثير من العادات نجدها يكون دون تفكير منا إذا كانت تلك التصرفات صحيحة أم سلبية. نحن نسير على ما وجدنا علية أسرنا، ومن العادات السيئة التي نجدها في أغلب الأسر الإفراط المبالغ فيه في شراء المواد الغذائية، كما أن البعض يقضي شهر شعبان في تجهيز بعض الأنواع وتجميدها والواقع أننا نجد بأن كثيرا من الأسر تستهلك نصف أو ربع ما تقوم بتجهيزه وإلقاء الباقي وبعض الأسر تقوم بالتصدق بباقي الطعام للفقراء وهذا شيء جيد. ونلاحظ أيضا أن ربة المنزل ما تلبث أن تنتهي من تحضير وجبة الإفطار حتى تبدأ في تحضير وجبة السحور والبعض يحضرن وجبة خفيفة بين وجبتي السحور والفطور ولا ضير في ذلك إذا كانت الأسرة تستفيد من كل ما يطهى ولكن الواقع عكس ذلك تماما حيث يتم التخلص من أغلب الطعام لأن الكثير لا يتناوله في اليوم الثاني، ومن وجهه نظري أن هذا يعود لسببين أولهما بأن المجتمع تحكمه عادات كثيرة غير صحيحة ولا يحاول تغيرها، كما أن الشعور بالجوع يجعل الفرد يظن بأنه سوف يتناول كميات كبيرة من الطعام وكلاهما خطأ وهنا لن تجدي التوعية نفعا لان هذا التصحيح لابد أن ينتج عن قناعة داخلية ومن وجهة نظري أن على الأفراد اقناع أنفسهم بأنهم لن يستطيعوا تناول كل تلك الكميات من الطعام وعلى الزوجين إعانة بعضهم البعض بالاتفاق في مساء كل يوم على الأنواع التي سوف تحضر في اليوم التالي ويعين بعضهم الآخر بالتقليل من إعداد أنواع الطعام قدر المستطاع والنظر بشكل صحيح لأن رمضان شهر عبادة.