الضغوطات اليومية قد تفشل الإنسان في تنظيم حياته؛ لأن معرفة أسباب المشكلة هو الجزء الأكبر، فالتهاون في استغلال الوقت وتضييعه يسبب الفوضى والفشل.. فرغم أن اللحظة التي تمر لن تعود أبدا، والعاقل يدرك أن الزمن هو أنفاسه التي تتردد، وأن الدقيقة إذا مضت وانقضت فهي نقص من حياته، إلا أننا نجد هناك من لا يفرق بين الأهم والأقل أهمية، فيهدر ويفرط في الضروريات والكليات والفرائض والواجبات، ما يتسبب في الدخول بالأزمات المرهقة. سوء التوقيت في إنجاز العمل، إما بتقديمه عن وقته المناسب أو تأخيره عنه، وعدم اكتمال العمل يكثر الأعباء، والحياة محدودة والإمكانات مثل ذلك، وإذا بالأيام تولت والإنسان يجري وراء سراب.. هذا أمر تورط فيه الكثيرون خصوصا في «المعاملات المالية»، ما تسبب في الدخول بمنحدر «الديون»، وهو خطر شديد يهدد حياة الكثيرين وخصوصا المتعثرين؛ لما له من آثار سلبية على الحياة اليومية ويكدر صفوها ويقلق راحتها.. وقد نكون في غنى عن ذلك الأمر، إلا أننا نورط أنفسنا فيه دون سبب، فالكثير منه ليس لقلة الحاجة بل لغياب القناعة، أيضا حب التقليد للغير على الرغم من أنه كان بالإمكان أن يسلك أحدهم طريقا آخر ييسر له أموره بشكل أفضل. أخاطب هنا المدين، فهل لنا أن نفكر جيدا في طريق ذي خطوات ثابته لكي نصل إلى أهدافنا بنجاح، علما بأن ترتيب العمل عند تنفيذه وإنجازه ترتيبا منطقيا منظما وعدم الإهمال في إعداد القواعد والأساسات عامل رئيسي في تحقيق الهدف.. ويجب أن يكون ذهنك صافيا بعيدا عن التشتيت والخوف مما قد يحدث لك من عدم السداد وأن توقن بأن النجاح حليفك، وهذا لكي تتمكن من إنجاز هدفك وتتخطى أمر الدين في أمان. فمن هذا المنطلق أوجدت وزارة التجارة والصناعة تشريعا جديدا يهدف إلى تنظيم تحصيل الديون وسلوكيات المحصلين، والقضاء على ما أسمته إساءة الاستخدام من بعض المحصلين، وأعدت الوزارة لائحتين، الأولى لتنظيم نشاط تحصيل الديون، والثانية لسلوكيات المحصلين والشروط الواجب توفرها وآلية التعامل مع المديونين.. وتشرف الوزارة على أعمال المحصلين وتنظيم مهامهم، واشترطت على المحصل عدم التعامل مع المدين بطريقة خادعة أو مضللة أو غير واضحة. شدد التشريع الجديد على تنظيم تحصيل الديون للقضاء على استغلال المماطلين، وحذر من استعمال القوة أو الخداع والتضليل، وأنه لا يجوز الاعتداء على المدين أو استعمال القوة معه أو إيذائه نفسيا أو خداعه أو تضليله أو الإضرار بسمعته أو التشهير به أو النيل من كرامته، سواء أكان ذلك بالقول أو الفعل، وأن يكون الاتصال بالمدين بطريقة واضحة ودقيقة وشفافة. النظام الجديد وضع من الإجراءات ما يحفظ على المدين حياة آمنه تمكن المدين من التفكير بهدوء والتدبر لما من شأنه تسديد ما عليه بانتظام وترشيد إنفاقاته للضروريات.. وأن تعقد النية على سداد دينك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».. فيجب ألا تكلف نفسك ما لا تطيق، وعليك بدراسة جدوى أمورك قبل الوقوع في فوضى الديون.