كشف مدير عام التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم وعضو لجنة العناية بالهوية الوطنية الدينية والثقافية والحضارية للمملكة نبيل البدير عن إعداد خطة عاجلة لنشر الثقافة الوطنية والدينية وتعزيز قيم الانتماء لدى الطلاب والطالبات، سيبدأ تطبيقها في غضون ثلاثة أشهر، مؤكدا إجراء دراسات استطلاعية للتعرف على أهم الوسائل التي تعزز الانتماء الوطني. وأوضح البدير في حديث ل «عكاظ» أن اللجنة حددت مسارين لعملها، أولهما المسار العاجل ويتضمن عددا من الأنشطة التي تنفذ في العام الدراسي المقبل، فيما يعنى الثاني (المسار الآجل) بتأصيل التربية الثقافية الشاملة. وشدد البدير على أهمية اتخاذ الحذر والخشية من وقوع الفكر المتشدد أو المتطرف في بيئات التعلم، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك بعض الممارسات التي تعزز الفكر المتشدد وقد تقدم بصورة خفية غير معلنة أو تكون ناشئة من تعاطف خاطئ مع الأحداث اليومية التي تنقلها وسائل الإعلام. ماهي أبرز المهام المناطة بلجنة العناية بالهوية الدينية والثقافية والحضارية للمملكة؟ اللجنة جاءت نتيجة لاهتمام سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بأهمية نشر الثقافة الوطنية والدينية المعتدلة بين طلاب التعليم العام وبين المعلمين وفي المدرسة، وهي تعمل على دراسة وإعداد الخطط المناسبة في نشر الثقافة الوطنية التي تنطلق من الاعتدال في الدين والولاء للملك والانتماء للوطن، والدور الأساسي الآن هو تحديد المعالم وإعداد الفكرة والخطة الرئيسة والتكامل مع اللجنتين المشكلتين للغرض نفسه من وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي. الاجتماع الأول وماذا تمخض عن اجتماعكم الأول بسمو وزير التربية؟ يعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه في المملكة الذي تجتمع فيه ثلاث وزارات مختصة بالشباب وهي: التعليم العالي، والثقافة والإعلام، والتربية والتعليم، حيث استمع أعضاء اللجنة للرؤية المتميزة التي عبر عنها سمو الأمير خالد الفيصل عن أهمية نشر الثقافة الوطنية بين الطلاب، مبينا أننا بحاجة لأن نجيب عن ثلاثة أسئلة هي: من نحن؟ وماذا نريد؟ ولماذا نريد هذا؟ وقال سموه: إن المملكة دولة عربية دستورها القرآن والسنة، ونريد أن نثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل مكان وزمان، ونحن مجتمع له خصوصيات ومميزات ونريد أن يعرف الشباب مميزاتهم وقدراتهم وإبداعهم ليسهموا في استمرار حضارة بلادهم ودينهم. خطة العمل وماهي خطة عمل اللجنة؟ لجنة العناية بالهوية الدينية والثقافية والحضارية للمملكة حددت لها مسارين العاجل ويتضمن عددا من الأنشطة التي تنفذ في العام الدراسي المقبل، والمسار الآجل: حيث يؤصل فيه للتربية الثقافية الشاملة، وتنفذ مراحل المشروع بالمشاركة والتكامل مع وزارتي الثقافة والإعلام والتعليم العالي، منها خطة عاجلة وأخرى لاحقة ومكملة وستكون بعد الانتهاء من التخطيط. ورش وبحوث ما هي أبرز الأعمال التي ستقوم بها اللجنة؟ ستتناول اللجنة الأعمال التوعوية والتثقيفية وستقيم ورش عمل ولقاءات تركز على جانب الطلاب، وستطلع اللجنة على البحوث والدراسات التي تقيمها بعض الجهات المرتبطة بالمهام والأدوار المناطة بها. عمل اللجنة هل تم تحديد فترة محددة للعمل؟ نعم تم تحديد فترة سنة واحدة قابلة للتمديد لعمل اللجنة، وهذه السنة يوجد عمل عاجل وخلال الثلاثة الأشهر سوف تظهر بعض البرامج والأعمال، وبنهاية السنة سيتم وضع خطة كاملة ومنهج متكامل بإذن الله. الشرائح المستهدفة ماذا تستهدفون من شرائح الطلاب؟ اللجنة تستهدف جميع طلاب التعليم العام بجميع الفئات وبمراحلها الابتدائي والمتوسط والثانوي للبنين والبنات، وستقدم بإذن الله البدائل الثقافية النوعية التي تناسب التنوع العقلي والنفسي للطلاب والطالبات. ثقافة الانتماء هل تم تشخيص مستوى ثقافة الطالب والطالبة ومعرفة مدى نسبة انتماء الطالب والطالبة؟ سيكون ضمن عمل اللجنة دراسة الوضع الحالي للطلاب والطالبات والاطلاع على البحوث والدراسات الموجودة التي تتعلق بأهداف اللجنة، وربما تقوم اللجنة ببعض الدراسات الاستطلاعية للتعرف على أهم الوسائل التي تعزز الانتماء الوطني وترفع من ثقافة الطالب وتثريه في جميع المجالات التي تتعلق بحياته. حماية الطلاب والطالبات وهل يعني إنشاء هذه اللجنة وجود خلل في ثقافة الطالب الدينية؟ الارتقاء بالثقافة الوطنية واجب يشعر به المسؤول الأول في التربية والتعليم سمو الأمير خالد الفيصل النابع من إحساسه الوطني بأهمية إعطاء هذا الجانب المزيد من الخصوصية لتثقيف الطلاب والطالبات، فالساحة الإعلامية الحديثة مليئة بالمؤثرات المتشددة دينية أو أخلاقية والتي أصبح أثرها كبيرا على الطفل والطالب والمجتمع الذي يحتاج أن يجد القنوات التربوية المناسبة التي تعيد له اتزانه وتنأى به عن التشدد والخلل الثقافي والديني، ومن هذا المنطلق صدر قرار تشكيل اللجنة لتساهم في حماية الطلاب والطالبات والوطن والبلاد من جميع الأفكار الفاسدة. مواجهة الفكر المتشدد هل هناك فكر متشدد بين المعلمين والطلاب؟ جهود المعلمين مشكورة في التربية الوطنية للطلاب وهم الأكثر والأبرز، ولا بد أن يكون هناك نوع من الحذر والخشية من وقوع الفكر المتشدد أو المتطرف في بيئات التعلم فقد يكون هناك بعض الممارسات التي تعزز الفكر المتشدد وقد تقدم بصورة خفية غير معلنة أو قد تكون ناشئة من تعاطف خاطئ مع الأحداث اليومية التي تنقلها وسائل الإعلام، فهناك بلا شك حاجة للحذر التربوي وحاجة كبيرة إلى التثقيف والتوعية بخطر الفكر المتشدد والانتماءات خصوصا بعد صدور الأمر الملكي باعتبار بعض الجماعات والأحزاب الإسلامية منظمات إرهابية فلا بد من نشر الثقافة بين أبناء المجتمع للحذر من الوقوع في حبال هذه الجماعات والحذر ممن يحرضون الشباب على الفساد في بلادهم. المحافظة على الممتلكات وما هي أسباب ضعف ثقافة المحافظة على الممتلكات لدى بعض طلاب وطالبات المدارس؟ بسبب عدم تكامل الجهات المعنية وعدم وضوح الرسالة المراد توصيلها للجميع وعدم اتخاذ هذه القضية بالحساسية والأهمية القصوى وتقديم ما تستحقه من وسائل للارتقاء بالوعي الوطني، ونشكر سمو الأمير خالد الفيصل لهذا الحس الوطني الكبير، ونشكر عنايته بطرح هذا الموضوع وتناوله هو محل فخر لنا جميعا حيث سيسهم المشروع في تحديد المعايير والضوابط الشخصية للمواطن السعودي المعتز بهويته ودينه ووطنه وولاة أمره. واقع المناهج وهل محتويات المناهج لا تحقق هذا الشيء أم أن ما يقدم في المناهج غير مطابق للواقع؟ هناك فرق بين المحتوى وبين المنهج وجميع المحتويات رائعة وممتازة ولكن آليات المنهج وتوصيل المعلومات للطالب من خلال التعليم التقليدي لا تحقق المستوى المطلوب من الوعي والثقافة التي يجب أن تظهر في السمات السلوكية بين أبناء المجتمع، ومن الصعب الحكم على المحتوى بشكل عام ولكن أعتقد أنه مميز في موضوعاته ويحتاج لعلاج لبعضها، ولكن لا بد أن يقدم المحتوى من خلال منهج فكري واضح وبأساليب وطرائق تعليمية مناسبة وحديثة، والمدارس وبيئة التعلم بحاجة إلى التركيز على موضوع الاعتدال الوطني وبناء الشخصية الوطنية والارتقاء بثقافة الابداع والإنتاج وفهم الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية للتوجه نحو مجتمع المعرفة والذي يحتاج إلى منهج تعليمي ينشر ثقافة العمل والانتماء والإنتاج والابتكار ويعمل عليها ويغير الاساليب ويغير الطرق التقليدية القديمة والتي تكون غير مناسبة للطالب والمواطن. إصدار الكتب هل يمكن للجنة أن توصي بإصدار كتب للقيم؟ اللجنة تعتبر في بدايتها وهذا دورها المناط بها، وإذا كان هناك حاجة لهذه المقررات أو برامج مكثفة فاللجنة على أتم الاستعداد لهذا العمل وهذا من اختصاصها.