تختلف إحصائيات مونديال البرازيل 2014 عن سواه من النسخ السابقة، ليس لأنه حقق عددا من الارقام المميزة وحطم أكثر من رقم قياسي فحسب، بل لكونه شهد العديد من العلامات الفارقة والقواسم المميزة المشتركة بين بعض المنتخبات والنجوم، فضلا عن النتائج الثقيلة والخروج المرير لأعرق منتخبات القارة وأقواها وهو ما جعل لبطولة كأس العالم العشرين حصادا مختلفا ومن نوع آخر يستحق الوقوف عنده كثيرا. مئويات النجوم شهد المونديال انضمام عدد من نجوم المنتخبات المشاركة إلى نادي المئة العالمي، فبحسب ما تضمنه موقع الفيفا من معلومات تظهر الاحصائيات أن اندريس انييستا صاحب الهدف الاغلى للماتدور الاسباني خاض مباراته الدولية رقم مئة مع المنتخب حين شارك اساسيا ضد إستراليا وهو تاسع لاعب في تاريخ اللاروخا يحقق هذا الرقم، فيما وقف الحظ إلى جانب ويسلي شنايدر الذي لعب هو الاخر مباراته رقم 100 مع منتخب هولندا أمام إسبانيا، وخاض ماريو يبيس مباراته الدولية رقم 100 مع كولومبيا فيما لعب كل من خافيير ماسشيرانو مئويته مع الأرجنتين وبير ميرتيساكر مع ألمانيا، وديرك كاوت مع هولندا وجوزيف يوبو مع نيجيريا. بصمة خاصة لنيمار رغم الخروج الدرامي الحزين لنجم البرازيل وهدافه نيمار ديسلفا في أول مشاركة مونديالية له، إلا أنه استطاع أن يضع بصمة في هذا العرس الذي استضافته بلاده حين سجل الهدف رقم 100 في النهائيات أمام الكاميرون، فضلا عن ظهوره المميز خلال مشاركته التي لم يكتب لها أن تستمر لاصابته الخطيرة على يد المدافع الكولمبي زوينغا، وسجل 4 أهداف خلال 5 مواجهات. الألمان والبرازيليون الأكثر مشاركة عندما خاض أبطال العالم أولى مبارياتهم في البرازيل أصبحوا الفريق الأول في تاريخ البطولة الذي يكسر حاجز ال 100 واكتسحوا فيه المنتخب البرتغالي برباعية، قبل أيام من خوض البرازيل مباراتهم ال 100 بعد أيام منهما وبذلك يضع المنتخبان نفسيهما في عمادة المنتخبات العالمية على مستوى المشاركات المونديالية منذ انطلاقها عام 1932. خسائر لاتينية فادحة ُمُنيت القارة اللاتينية بخسائر فادحة حين تلقت ضربة موجعة بفقدانها اللقب على أرضها بعد فضيحة سباعية الالمان في البرازيل، وبتتويج المانشيفت باللقب عززت منتخبات أوروبا على منتخبات قارة أمريكا الجنوبية في عدد الألقاب التي أحرزتها فرق القارة العجوز، وباعدت الفارق للمرة الاولى إلى لقبين حين بلغت اللقب 11 مرة مقابل 9 مرات فقط للمنتخبات اللاتينية، وتُوّج باللقب من أوروبا كل من ألمانيا وإيطاليا 4 مرات ثم إنجلتراوفرنسا وإسبانيا مرة واحدة، فيما كانت بطولات اللاتينيين 5 مرات للبرازيل ومرتين للارجنتين وأوروجواي. تألق الحراس في هذا المونديال كان للحراس الكلمة الابرز حيث تألق العديد منهم وكانوا فرس السبق على مستوى النجومية، يتقدمهم سيد حراس العالم والبطولة مانويل نوير الذي حافظ على شباكه نظيفة في 4 مباريات هذا المونديال متساويا مع سيليسين حارس هولندا وسيرخيو روميرو حارس الأرجنتين، فيما وضع الأمريكي تيم هاوارد في المقدمة حين حقق رقما قياسيا وغير مسبوق في التصدي من خلال رده 21 كرة محققة، وبحسب الاحصائيات فإنه استطاع صد 16 منها بيده و5 بجسده، فيما كان أسوأ الحراس في التصديات خوليو سيزار الذي تلقى 9 تسديدات فقط على مرماه هذا المونديال بينما استقبلت شباكه 14 هدفا وهو الرقم الاسوأ في تاريخ البرازيل. عائدون إلى النجومية نجحت مجموعة من الاسماء في إعادة اكتشاف نفسها من جديد والرد على منتقديها، حين لمع نجمها في هذه النسخة رغم المطالبات بإبعادهم قبل إعلان التشكيل النهائي، وفي مقدمة هؤلاء الالماني كلوزه الذي كان محل نقد لكبر سنه لكنه حضر وسجل هدفين حطم بهما رقم رونالدو وأصبح الهداف التاريخي، فيما لمع نجم الهولندي ديرك كاوت وظهر في البطولة بمستوى أكثر من رائع، في حين قدم خافيير ماسكيرانو مستوى رائعا وكان صمام أمان الارجنتين رغم حدة الانتقادات له بعد الاداء الباهت مع برشلونة، وليس ببعيد عنه ويسلي شنايدر الذي لم يقدم شيئا مع فريق غلطه سراي. فيما تألقت مجموعة من الاسماء وجدت المونيدال فرصة لاستعادة تألقها منها الالماني سامي خضيرة وديفد فيا. حصريا في المونديال شهد كأس العالم هذه المرة مجموعة من الامور الاضافية في اللعبة والتي لم يسبق استخدامها، حيث شهد الاستعانة لأول مرة بالتكنولوجيا في خط المرمى ونجحت عين الصقر في احتساب أول هدف في مرمى هندوراس لصالح منتخب فرنسا، كما استخدم لأول مرة رذاذ البخاخ لتحديد مواقع وقوف الحائط المتصدي للركلات الثابتة، وطبق الحكام للمرة الاولى الوقت المستقطع لشرب الماء للتغلب على الرطوبة والحرارة في بطولة كأس العالم، وهو ما لم يكن معمولا به سابقا وحدث ذلك في أكثر من مواجهة لمجابهة الحر الشديد. الأكثر مشاهدة حفل النهائي المثير بين الالمان والارجنتين وبحسب إحصائيات يونيفيجن وإي إس بي إن بتحقيق رقم قياسي من المشاهدة لمباراة نهائية في البطولة، وشاهد نحو 26.5 مليون مشاهد الحدث العالمي. إن تلك الأرقام تعد قياسية بالنسبة لنهائي كأس العالم لكرة القدم للرجال وحطم نهائي كأس العالم للسيدات بين اميركا والصين في 1999 الذي شاهده حوالي 18 مليون مشاهد. فيما أعلنت شركة فيسبوك عن أن 350 مليون مستخدم أنتجوا رقما قياسيا لفيسبوك في «المحادثة» بلغ ثلاثة مليارات تدوينة وتعليق واعجاب، وأن كأس العالم كان أكبر حدث للتواصل الاجتماعي.