هناك فئتان من الناس حين تطرح عليهم الحقيقة المؤلمة بأن وطننا مستهدف أمنيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا تجدهم يراوغون ويشككون ويلوون أعناقهم. الأولى: غائبون أو مغيبون لا يدركون الواقع ولا يشعرون بالحدث فهم في سبات أو غفلة أو تناس عن الحال والواقع. الثانية: متواطئون مخدوعون يشككون في الحقائق والوقائع ولا يقبلون دلائل ولا يذعنون لأي قول بين لا مرية فيه. التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية تزداد تارة وتنحسر أخرى. حزامها الأول الذي تتهاوى أمامه هو لحمة المواطن مع دولته وحكومته وعدم السماح لضعاف النفوس ومروجي الشائعات وأصحاب الفكر الضال المنحرف الذين يسعون لبث الفتنة في البلاد وزعزعة الأمن ومحاولة نشر الدسائس المريبة وزرع خلايا ضالة ومنحرفة تحمل لوثات فكرية وعقدية يتم استخدامها لاحقا كما حدث في وقائع عديدة آخرها حادث شرورة المؤلم الغاشم الأسبوع المنصرم. ومن هنا علينا أن نستوعب جميعا خطورة الموقف الذي تواجهه بلادنا اليوم من جبهات وفئات مختلفة ومتنوعة تختلف في الرؤى والوسائل وتتفق في الهدف. ومواقف المملكة الحازمة تجاه الأحداث المتسارعة في العالم العربي وخصوصا دول الجوار جعلت أولئك يزدادون حقدا وغيظا على بلادنا ومقدراتها ووحدتها ولحمتها. إن الخيط الذي يلعب به أولئك هم شبابنا الذين يسعون إلى استغلال عاطفتهم مما يجري ومن ثم سحبهم إلى أماكن وبؤر الصراع ثم استدراجهم للفكر الضال ومناهج أهل الأهواء والخوارج. وإلا كيف يسوغ لمؤمن أو مسلم لديه أدنى ذرة من إيمان صحيح أن يستبيح حرمة المسلمين ويسفك دماءهم في نهار رمضان وهم صائمون إلا لأن فكرهم قد اخترق وغسلت أدمغتهم نحو دينهم وبلادهم. الشباب اليوم هم الإدارة التي يلعب أعداؤنا نحو تجنيدهم بالأفكار المنحرفة وجعلهم دمى بيدهم يعبثون بها وينالون بها من بلادنا وأمنها. إن المسؤولية تزداد اليوم وبلادنا تحيط بها المخاطر وتكتنفها المحن المجاورة والبعض يسعى إلى إيصال تلك النار التي يصطلي بها إلى بلادنا ووقودها هم فلذات أكبادنا عبر استغلالهم في شبكات التواصل الاجتماعي ومصطلحات الجهاد والخلافة وغيرها مما قد يخدع به البعض ويصدقه من أولئك الذين لا يريدون إلا الشر والبلاء لبلادنا. على الجميع أن يدرك الخطر وأن نسعى لدفعه ودرئه عنا وعن بلادنا ونقطع الطريق أمام من يحاول ذلك ولا شك أن الصخرة التي يتهاوون أمامها هي لحمتنا ووحدتنا والاصطفاف نحو وخلف ولاة الأمر وجعلنا يدا واحدة في وجه تلك الجماعات المحمولة والمدعومة من قوى محيطة تريد الشر بنا. إن بلادنا والحمد لله تمثل جوهرة ناصعة بين بلاد ملتهبة وها نحن نرفل في نعم من الله عز وجل يتعين شكرها والثناء عليها والمحافظة عليها وتعليم أبنائنا قدرها وشكرها وتذكيرهم بحال من سبقنا ومن هم حولنا وما نعيشه نحن والحمد لله.