في كل حادث ارهابي يكتوي به المجتمع يبرز مؤشر افلاس وانهزام لضحايا الفئة الضالة والمنحرفة عن جادة الحق، لان الحد الذي يصل فيه الإنسان الى ان يقتل إنساناً آخر بصرف النظر عن ديانته وانتمائه وذنبه الذي اقترفه، ثم يتعدى ذلك أن يقتل نفسه، يعتبر جرماً في حق الانسانية، فما بالك اذا كان الاثنان ينتميان للإسلام شرعة ومنهجاً وتاريخاً ويعلم القاتل عاقبة جرمه في الدنيا ان سلم من يد العدالة وفي الآخرة يوم اللقاء والحساب من الله سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. حادث شروره المؤلم كشف حالة التخبط التي تعيشها الجماعات الإرهابية والإفلاس الذي جعلهم يرضون بأي نتيجة لفك الضائقة والضغط الذي يعانونه في أوكارهم وتجمعاتهم رغم ان خطوط الرجعة متاحة لهم عبر بيانات وزارة الداخلية تدعو جميع من ضل الطريق الى العودة الى جادة الصواب وان هذه العودة تشفع لهم بتحقيق نتائج إيجابية دنيا واخرى افضل مما قد يجنونها فيما لواستمروا في غيهم. اعرف ان أولئك لن يقرأوا ما يكتب لهم في الصحف اوسائل الاعلام المختلفة لأنهم مغيبون عن كل شيء من من يديرونهم وينفذون من خلالهم مخططات معادية لبلاد الإسلام والمسلمين وهم مغيبون حتى من واقعهم الذي يعيشونه ومصيرهم الذي ينتظرهم، إن عناصر الإرهاب لا محالة سيتساقطون واحداً تلو الآخر طال الزمن او قصر بإذن الله وحسن تدبيره، ولكن مايهمنا في هذا المقام هو تدارس استمرار وسائل تجفيف منابع الضلال وتحصين المجتمع والوصول الى أفكار ودواخل الشباب في المدارس والتجمعات ونقل واقع الإرهاب وكيف يكون مآله وعواقبه، فطريق الإرهاب المظلم ربما يبدأ بجلسة صديق او تغريدة ضال او لفتوى محرضة ووسائل التجفيف الفكري يعتريها مايعتري غيرها من الرتابة والملل في وسائل التواصل الجماهيري بما يتطلب التجديد والتقييم وفي نفس الوقت يجب السعي الحثيث والتجديد بمقدار يفوق التقدم في مكافحة الإرهاب المتحقق بحمد الله وتوفيقه لان التراجع في مكافحة الاسباب المؤدية الى الإرهاب الفكري سيؤثر سلباً في المكافحة العملية على المدى البعيد. بقي ان نحيي جنودنا البواسل على ثغور الوطن ونهنئ من فاز بالشهادة نحسبهم كذلك والله حسيبهم ومجزيهم الجزاء الأوفى، ان القطاعات العسكرية بكافة عناصرها هي خط الدفاع الأول للوطن وشرف المنتسبين إليها شرف لا يعادله استحقاق او وسام وسلامتهم تهمنا جميعاً ومن هذا المنطلق فنقاط التفتيش المنتشرة في مداخل المدن بعضها يحتاج الى تعامل خاص في التجهيز والتعامل مع مرور المركبات من خلالها خاصة المدن المتاخمة للنقاط الحدودية فالاحتياط واجب فيها أكثر من غيرها. حمى الله بلادنا وقيادتنا من كل سوء ومكروه.