تعتبر الشائعات ونقل الأخبار غير الصحيحة من الأمور التي تشوش على المجتمع وتثير البلبلة والتي ربما يكون لها مآرب فكرية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية من أجل خلخلة المحكم وفرط المنظوم ليتفرق الصف وتنزع الثقة. هذه الشائعات يجب أن يقف الجميع صفا واحدا ضد نشرها وترويجها بين أفراد المجتمع وخاصة في الأوقات التي تكثر فيها الفتن والاختلافات. الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام أكد أن للبشر ولعا فطريا بتلمس الأخبار وتقبل الشائعات في حين ابتعدوا عن التثبت من صحتها هكذا معظم الناس إلا من رحم الله وإن من المقرر في الحوادث المستحكمة في أخبار العامة والتي تتعلق أساسا بأخبار الأمة فليس لها إلا التثبت الدقيق والتأني ونبذ العجلة من تصديقها إلى إيقاعها حتى يجتمع فيها شروطها وتنتفي عنها موانعها من خلال نفس متزنة تحسن التصرف في الأزمات بعيدا عن الهزل والاستخفاف بالحقوق والذمم والأعراض لأن من الناس من يجعل من الأخبار والشائعات وإيقاعها على خلاف حقيقتها ستارا يوارون به تفريطهم المعيب. فالمجتمع الجاد لا يعطي فسحة لفضول الحديث الإعلامي الذي يفرق ولا يجمع ويضر ولا ينفع ويهدر طاقات وجهود للبناء والنماء حين يشغله تناقل الأخبار وترويج الشائعات، فهذة سمات المجتمع البليد الذي يقطع أوقات فراغه بما يزيدها قوة ويضاعف قوتها. موضحا فضيلته بأن المجتمع إذا شغل نفسه وعمر وقته بقيل وقال فلن يشيد معرفة ولن يستطيع حمل الأثقال في المصاعب. ويجب عليه عدم أخذ الأخبار كيفما اتفق دون تمحيص أو تثبت وذلك مما يدعو للتشويش وحكم بالظن الكاذب وقلب للحقائق ورجم بالغيب على أقوام أبرياء وتقويلهم ما لم يقولوه أصلا أو حمل مقالهم على ما لم يريدوه أصلا. هكذا علمنا ديننا فهل يعي ذلك من كان له مسكة عقل سواء في الجانب الإعلامي وهو معني بالدرجة الأولى في زمننا هذا لأنه مصدر رئيس من مصادر الأخبار والحوادث والشائعات، والتي من خلالها يحكم ذوو البصائر والأفهام، أو بالجانب الفردي فإن المرء محاسب بكل ما ينطق به لسانه وما يخطه بنانه بصريح عباراته التي لا تحتمل التأويل مع التأني في المعرض به حتى تدل القرائن على ما تدل به. من جهته أوضح الدكتور فيصل بغدادي عميد الكلية الجامعية بمحافظة الجموم أكد أن الشائعات من أخطر المؤثرات السلبية على المجتمع الإسلامي فهي تهدم المنهج التربوي والأخلاقي للمجتمع فمنها ما يكون متتبعا لشخص ماء أو موجها لهدم مجتمع ماء وتكون لها أهداف معينة لإشاعة الفوضى أو تشتيت وحدة المجتمع فيجب أن نكون حذرين ملتزمين بالحيطة والحذر من ذلك وأن نربي أبناءنا خير تربية لتحصينهم من ذلك. شرح الصورة