القرآن الكريم كما قال الباحثون في الشأن الإعلامي هو رسالة إعلامية متكاملة الأركان، ويأتي قول الحق سبحانه وتعالى: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها» دعوة صريحة ل«التدبر» والدراسة لكل آية من آيات القرآن. وكان «جبريل» عليه السلام يتدارس القرآن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في شهر القرآن، شهر رمضان المبارك من كل عام. ويأتي «الأذان» اليومي للصلوات الخمس.. وهو كما أراه إضافة إلى كونه «إعلاما» بدخول وقت الصلاة المكتوبة، فهو أيضا رسالة إعلامية يومية، تؤكد على الثوابت العظيمة في الدين الإسلامي. «الله أكبر» مدخل عظيم للرسالة الإعلامية اليومية، قال تعالى: «قل إني لا يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا» الجن. ويرتفع «الأذان» مرددا «أشهد أن لا إله إلا الله» وهي الشهادة اليومية بوحدانية الله عز وجل، قال تعالى: «فأعلم أنه لا إله إلا الله»، وقال سبحانه «قل هو الله أحد». قبل نزول الرسالة الخاتمة.. كان هناك من طغى وادعى الألوهية، قال تعالى «فحشر فنادى. فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى» النازعات. ويرتفع الأذان «أشهد أن محمدا رسول الله». قال تعالى «والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم». ويرتفع الأذان.. «حي على الصلاة. حي على الفلاح» دعوة إلى الخير والفلاح، ففي شأن الصلاة.. قال تعالى «إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري» طه. وقال سبحانه: «واستعينوا بالصبر والصلاة» البقرة. ثم تكون خاتمة الرسالة الإعلامية اليومية، كما بدأت، بنفس المدخل العظيم «الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله».إنه التأكيد على الرسالة الإعلامية في ديننا الإسلامي العظيم، يرتفع بها صوت «المؤذن» من الحرمين الشريفين، والمسجد الأقصى ومن ملايين المساجد في أرجاء العالم، في دعوة إلى الخير الذي يرجوه الإنسان، والذي يحقق للبشرية جمعاء.. حياة الطمأنينة. هكذا كانت الرسالة الإعلامية اليومية.. منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا من الزمن.. ولا تزال، وسيبقى صداها يتردد في أرجاء العالم.