أكدت القيادات الأمنية المشاركة في تأمين موسم العمرة لهذا العام، أن كافة الخطط مهيأة للتعامل مع كل الظروف والمستجدات، مشددين على أن أمن المسجد الحرام خط أحمر، لا يمكن تجاوزه أو تخطيه، والجميع مجندون للعمل بما يضمن سلامة المعتمرين وتقديم أفضل الخدمات لهم. وأشاروا في ندوة «عكاظ» إلى أن هناك 750 كاميرا لمراقبة حركة الحشود في الحرم المكي الشريف، وهناك تحديث دائم لها، فيما سيتم تركيب 400 كاميرا في توسعة الملك عبدالله، لتأمين سلامة المعتمرين والطائفين. وذكروا أن هناك اهتماما بمكافحة قضايا التسول والمتسولين، حيث تم التأكيد على كافة رجال الدوريات الأمنية والبحث والتحري بأنهم معنيون بهذه الظواهر ومكافحتها وأي ظاهرة هي محل اهتمام ومتابعة وتوجيه المسؤولين، والنظام واضح فيما يتعلق بمن يتم القبض عليهم. «عكاظ»: هل الخطط الأمنية مرتبطة بالتواصل مع رجال الأمن؟ اللواء عبدالعزيز الصولي: العمليات هي الكنترول والمحرك للعمل الأمني ويتم من خلالها توجيه العاملين في الميدان في الوقت المناسب وهنا تظهر أهمية الوقت باتخاذ الإجراء وفيه بعض الأمور والملاحظات التي لا تظهر للموجودين في الميدان، ولكن يتم رصدها عبر الكاميرات الموجودة في الساحات وأروقة الحرم وأدواره لمعرفة ما يدور واتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب، وهناك قوة احتياطية للدعم والتدخل السريع في حالة وجود أي شي طارئ لا قدر الله وكل شيء محسوب حسابه، وجميع رجال الأمن لديهم القدرة على التعامل مع الحدث وفق ما يقتضيه الحال. «عكاظ»: ما هي البرامج الوقائية التي تنفذها إدارة الإعلام والتوعية بالأمن العام خلال موسم العمرة، وهل هناك استغلال لمواقع التواصل الاجتماعي لبث رسائل توعوية؟ العقيد سامي الشويرخ: خطة الإعلام تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية منها ما هو إعلامي ومنها ما هو توعوي ومنها ما هو إنساني ويتمثل المحور الإعلامي بمد جسور من التواصل مع كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ويقوم المحور التوعوي على عدد من المرتكزات والمحاور لعل من أهمها إنشاء حساب رسمي لكافة الأنشطة والفعاليات عنوانه (الأمن أمانة) وهو حساب رسمي وموثق تتم الاستفادة منه في موسم العمرة، وفي موسم الحج كذلك ويبث من خلاله كافة اللقاءات والحوارات الصحفية والتلفزيونية وبث رسائل توعوية للمعتمرين والتواصل مع المستفيدين مباشرة ومن خلال المواقع التفاعلية سواء للصحف أو المواقع ونستفيد مما يقدم من اقتراحات وتؤخذ بعين الاعتبار ويركز الجانب الإنساني على تلمس احتياجات رجال الأمن المشاركين في مهمة العمرة وتلبية جميع احتياجاتهم. «عكاظ»: هل تختلف الكثافة البشرية في الحرم من يوم إلى آخر؟ اللواء خالد الحربي: نلاحظ أن هناك اختلافا فيما يتعلق بخروج المصلين بعد انتهاء صلاة التروايح ولقد فوجئنا قبل عدة أيام بزيادة الكثافة البشرية بصورة مفاجئة على السلالم الكهربائية المعدة للخروج، واكتشفنا أنه توجد مباراة في كأس العالم لأحد المنتخبات العربية مما ساهم بتعجل خروج بعض المصلين من الحرم، وعموما فرجال الأمن جاهزون ويعلمون وفقا لما تم التخطيط له مسبقا قبل بدء موسم رمضان المبارك. «عكاظ»: كم عدد كاميرات المراقبة التلفزيونية الموجودة في الحرم المكي الشريف وهل هناك تحديث لهذه الكاميرات من حيث النوع والكم؟ اللواء يحيى الزهراني: طبعا هناك تحديث، وهناك شركة جديدة تسلمت مشروع إنشاء كاميرات المراقبة التلفزيونية في الحرم وتوجد في توسعة الملك عبدالله الجديدة 320 كاميرا وجار استكمال بقية الكاميرات في التوسعة لتصبح 400 كاميرا، وهناك تحديث للكاميرات الموجودة في الحرم القديم التي لم تزل وتوجد حاليا 750 كاميرا داخل الحرم وعلى جسر الصفا وجميع الحرم وساحاته مغطاة بكاميرات المراقبة التلفزيونية. «عكاظ»: هل تم رصد شعارات سياسية أو مذهبية في الحرم وما هي الرسالة التي توجهونها لمن يحاولون تسييس العمرة؟ اللواء عبدالعزيز الصولي: ولله الحمد الحالة الأمنية مطمئنة ولم نسجل ما يعكر صفو الأمن، وعموما فإن الأمن في المملكة العربية السعودية متمكن مما هو مطلوب منه وهو يعتبر خطا أحمر لكل إنسان قد تسول له نفسه القيام بتصرف لا مسؤول، والجميع جنود مجندة وجاهزون للعمل بما يضمن سلامة المعتمرين ويضمن تقديم الخدمة الراقية لكي يتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، والشيء الذي يجب التأكيد عليه أن رجال الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث ببيت الله الحرام ونحن -كمسلمين- غيورون على أمن المسجد الحرام، ومكة المكرمة لها قدسية ولها شرف المكان وشرف الزمان في هذا الشهر الفضيل. «عكاظ»: هناك من يستغل شهر رمضان للتسول أو السرقة ما هي الخطط التي تم إعدادها لمواجهة مثل هذه الظواهر السلبية؟ اللواء عبدالعزيز الصولي: نعم هناك خطط أمنية، وهي ليست موسمية مرتبطة فقط بموسم، العمرة مستمرة طوال العام، وفي المنطقة المركزية هناك متابعة دقيقة وتم التأكيد على كافة رجال الدوريات الأمنية والبحث والتحري بأنهم معنيون بهذه الظواهر ومكافحتها وأي ظاهرة هي محل اهتمام ومتابعة وتوجيه المسؤولين وعادة ما يشكل هؤلاء المتسولون والباعة الجائلون عرقلة لحركة المعتمرين والمصلين لتواجدهم في الممرات التي يسلكها المشاة، والنظام واضح فيما يتعلق بمن يتم القبض عليهم إذا كان من المقيمين فيتم تحويله إلى لجنة إدارية تطلع على محاضر الضبط والإجراءات النظامية من ثم تم تحويله إلى الجوازات لترحيله وإذا كان سعوديا فيتم تحويله إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لدراسة وضعه. «عكاظ»: هل سيتم التوسع في النقل الترددي في نقل المعتمرين والمصلين؟ اللواء عساف القرشي: لقد حقق النقل الترددي نجاحات متوالية منذ البدء في تطبيقه قبل أربعة مواسم وساهم في نقل أعداد كبيرة خلال شهر رمضان من مواقف كدي إلى الحرم المكي الشريف وتم هذا العام زيادة في أعداد الحافلات والسائقين لمواجهة الطلب المتزايد على النقل الترددي. «عكاظ»: هل هناك نقاط فرز تم تحديدها في المنطقة المركزية لاستخدامها في حالات الطوارئ؟ اللواء خالد الحربي: العمل الأمني منظومة متكاملة وتشاركنا مجموعة من الجهات الأمنية في خطط الطوارئ التي يتم إعدادها، ولدينا خطط معتمدة من مدير الأمن العام تعرف بالخطط الوقائية وخطط الطوارئ وما هو دور كل جهة في هذه الخطة ورجال الأمن لا ينتظرون الحدث حتى يجيء بل أصبح هناك تطور في المنظومة الأمنية خلال السنوات الأخيرة، ويتم التركيز على وجود خطط وقائية سواء لحركة الحشود أو النقل والدفاع المدني لديه نقاط للفرز في حالة حدوث حالات طارئة، والجهات الأمنية لديها كل الاحتمالات، والحس الأمني مرتفع لدى رجال الأمن كافة للتعامل مع أسوأ الحالات لا قدر الله وعلى سبيل المثال هناك خطط لحريق لا سمح الله في أحد الفنادق تتضمن ما هي انعكاسات هذا الحريق على المعتمرين والمصلين وحركة الحشود وتحويل الحركة. «عكاظ»: هل من كلمة أخيرة في نهاية هذه الندوة؟ اللواء يحيى الزهراني: أشكر أولا لجريدة عكاظ اهتمامها وتواصلها مع الجهات الأمنية ومشاركتها في التوعية، وثانيا أطالب جميع وسائل الإعلام بتحري الدقة والحذر عند نشر مقاطع أو صور قد تستخدم لأغراض أخرى وأن يعودوا إلى الجهة الأمنية المختصة لإيضاح الحقيقة وخاصة المتعلقة بالحرم المكي الشريف لأن هناك بعض الأمور متعلقة بجوانب شرعية أو أمنية أو أخرى قد تغيب عن بعض الإعلاميين.