استبعدت مصادر ذات علاقة بصناعة الألبان إقدام الشركات المنتجة على إعادة تقييم المستويات السعرية، مشيرة إلى أن المؤشرات الحالية لا توحي بخطوات عملية لزيادة الأسعار، ولاسيما في ظل قدرة الشركات الكبرى على التأقلم مع الارتفاعات الحاصلة في التكلفة الإنتاجية ولاسيما الأعلاف. وأكدت المصادر أن إبقاء الأسعار ليس مرتبطا بالخشية من ضغوط وزارة التجارة والصناعة، بقدر وجود قناعة لدى الشركات الكبرى بأهمية إبقاء الأسعار الحالية على حالها دون تغيير. وبينت أن المؤشرات الحالية تعطي انطباعات بأن الأسعار مستمرة حتى نهاية العام الجاري، مستدركة أن القراءة الحالية لا تضع في الاعتبار المفاجآت أو التطورات التي قد تجبر الشركات على وضع استراتيجية جديدة، ما يفضي إلى اتخاذ قرار يتناسب مع تلك المستجدات في سوق الألبان. وقالت المصادر: إن الشركات الكبرى تقود في الغالب مسار الأسعار في سوق الألبان، فأي خطوة تتخذها تجبر الشركات المتوسطة والصغيرة على السير خلفها، إذ يصعب على الأخيرة اتخاذ خطوات أحادية، لعدم قدرتها على تحريك السوق على الإطلاق، لافتة إلى أن التكلفة الإنتاجية تشهد ارتفاعات متواصلة وهذه الزيادة تتخذ عدة أشكال، منها تكلفة أجور العمالة، سواء بالنسبة لتحديد مستوى الأجور أو القرارات و الأنظمة التي تصدرها وزارة العمل، ما يفضي في نهاية المطاف لارتفاع التكلفة الإنتاجية، بالإضافة لذلك فإن ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في الإنتاج يمثل تحديا آخر لدى شركات الألبان في القدرة على الموازنة بين الأسعار الحالية، وتحقيق هوامش ربحية. وأضافت: أن 90 في المئة من تكلفة شركات الألبان تتمحور في تكلفة تغذية وأدوية الأبقار لديها، وهذه الأسعار تتأرجح بشكل مستمر صعودا وهبوطا، الأمر الذي يدفع بعض الشركات للجوء إلى الاستيراد من الخارج. وأكدت أن تحديد نسبة محددة لارتفاع التكلفة الإنتاجية من الصعوبة بمكان، لاختلاف الشركات العاملة في صناعة الألبان في التعاطي مع الارتفاعات الحاصلة، فهناك بعض الشركات تتأثر بشكل كبير من الزيادة فيما يكون التأثير محدودا بالنسبة للشركات الأخرى. وحول الزيادة الحاصلة في أسعار الأعلاف وانعكاسها على شركات الألبان، أوضحت المصادر، أن تأثير الزيادة الحاصلة في أسعار الأعلاف يختلف من شركة لأخرى، فهناك العديد من الشركات تعمد إلى زراعة الأعلاف في مزارعها الخاصة، ما يسهم في تخفيض التكلفة الإنتاجية، فيما تعتمد بعض المزارع على الآخرين في الحصول على الأعلاف بنسبة 100 في المئة، وهذه الشركات يكون تأثرها أكثر من الشركات الأخرى. وقدرت المصادر حجم الإنتاج اليومي من الحليب لمختلف شركات الألبان العاملة في السوق بنحو 5 ملايين لتر، مبينة أن الشركات تواجه فائضا كبيرا خلال فصل الشتاء.