محمد علي ثاني يعتبر الشيخ محمد علي ثاني، رحمه الله، من أئمة المسجد النبوي الذين يحظون بمزيد من التقدير والاحترام لفضل علمه كونه مدرسا في المسجد النبوي إضافة الى إمامة المسجد النبوي لفترة امتدت 17 عاما. ولد الشيخ محمد علي ثاني في المدينةالمنورة في شهر شوال من عام 1339ه في نهاية حكم الدولة العثمانية، وبدأ الشيخ حياته العلمية في كتاب الشيخ محمد سالم على عادة أبناء عصره ثم التحق بمدرسة العلوم الشرعية في المدينةالمنورة والتي قد أسسها السيد احمد الفيض أبادي. تلقى الشيخ ثاني العلم على يد كل من الشيخ حسن تاج الدين، الشيخ عمر الطرابلسي، الشيخ احمد التونسي، الشيخ محمود أبو بكر الفلاني والشيخ عمر توفيق رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته. قبل أكثر من 69 عاما وبالتحديد في عام 1362ه عين مدرسا في مدرسة شقراء الحكومية في منطقة نجد ويعتبر من أوائل من نشروا التعليم في شقراء. درس الشيخ في مدرسة دار الأيتام بالمدينةالمنورة، تلك الدار التي كان لها دور بارز في تأمين التعليم لمن فقده من أبناء المدينة والبادية في تلك الأوقات. عمل معلما بالمدينة المنصورية من عام 1368ه إلى 1373ه، عين مدرسا في مدرسة طيبة الثانوية عام 1374ه وفي عام 1378ه نقل إلى متوسطة أبي بكر الصديق ودرس فيها حتى عام 1383ه. في عام 1382ه عاد للتدريس في مدرسة طيبة الثانوية والتي كانت منارة العلم بالمدينةالمنورة وكان يدرس مواد اللغة العربية ومقررات التوحيد والحديث والفقه. وحيثما حللت في المدينةالمنورة وخارجها فإن تلاميذه الكثيرين الذين يتولون مناصب عالية في الدولة يذكرونه بإجلال واحترام وتقدير. بدأ الشيخ التدريس في المسجد النبوي في العام 1373ه عندما كلفه رئيس المحاكم الشرعية وإمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله مسئولية التدريس وتخصيص حلقة له يدرس فيها الأجرومية بالنحو، وقطر الندى، وألفية بن مالك، وتفسير بن كثير، وعمدة الأحكام، وفتح الباري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داوود، موطأ مالك ونيل الأوطار مدة 50 عاما مدرسا في المسجد النبوي. في عام 1397ه تشرف بإمامة المسلمين في المسجد النبوي الشريف بتكليف من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح وكان إماما محتسبا حتى عام 1414ه ولمدة 17 عاما، وبعدها عاد إلى التدريس في المسجد النبوي إلى أن اشتد عليه المرض فلزم منزله وبقي يتمتع بذاكرة جيدة إلى أن وافته المنية وعادت الروح المطمئنة إلى بارئها في الساعة 11 صباحا يوم الأحد العاشر من محرم 1431ه تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته. خالد الجابري