هناك أناس طيبون .. كما أن هناك أناسا عدوانيين وهناك أناس يجمعون بين العدوانية والطيبة.. وهناك أناس لا تعرف.. أين ولا كيف تصنفهم.. أو تتعامل معهم لغموضهم الشديد.. وإن احتجت إلى الحذر منهم كثيرا.. تلك هي طبيعة الحياة.. وهذه هي صفات البشر وتنوع طباعهم وأمزجتهم ومكوناتهم الأخلاقية والنفسية.. ولذلك فإننا نصرف وقتا طويلا.. لمعرفة أي نوع من البشر هذا الذي نحتاح إلى التعامل معه.. لكن الصفة الغالبة على أكثر البشر في هذا العصر هي: تعكر.. وتغير أمزجتهم وتقلبها.. وهذا يعني أن عليك أن تكون قارئ كف جيدا.. حتى تعرف كيف تتجنب ردات فعل الأشرار.. بدلا من أن تضيع وقتك في الاقتراب منهم.. أو تهدئة خواطرهم.. هذه المشكلة الكبرى.. هي مشكلة العصر الأولى.. مشكلة الإنسان الذي لا تعرف من أين تأتي له..؟! أو متى تأمن جانبه.. أو كيف تتفادى غضبته أو انفعاله.. أو عدوانيته؟ هذه المشكلة هي الأخطر في التعامل بين عباد الله ولا يحسن تفاديها إلا من وهبهم الله.. دما باردا.. يصل إلى مرحلة التجمد. *** لحظة القلوب النظيفة وإن احتقنت إلا أنها لا تعرف الكراهية أبدا.