يبقى مسجد البيعة من المآثر الإسلامية التي حفظت لنا تاريخ سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم شامخا بعد قرون مضت من انعقاد أول مؤتمر إسلامي، وفيه عقدت أول اتفاقية سياسية في تاريخ الإسلام، وعلى الرغم من كل التطورات والتوسعات التي شهدها مشعر منى، إلا أن مسجد البيعة في مشعر منى ظل شامخا طوال السنوات التي مضت. ففي سنة 12 من البعثة كانت بيعة العقبة الأولى، حيث بايع 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج من المدينةالمنورة الرسول صلى الله عليه وسلم كما شهد نفس الموقع في موسم حج 13 من البعثة بيعة العقبة الثانية والتي حضرها 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة. وجاء في كتاب الأماكن المتواترة في مكةالمكرمة للدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان: لايزال مسجد البيعة موجودا في بنائه القديم، قمت مع بعض الزملاء بزيارته يوم كان متواريا خلف جبل العقبة، ولم يكن هذا المسجد معروفا إلا لمن قرأ عنه وقصده، وكان وضع هذا المسجد واستتاره من وراء ذلك الجبل الضخم في ذلك الشعيب الذي يسمى ب«شعيب البيعة» محققا تماما كما وصفه العلامة الأزرقي وغيره من المؤرخين.