قال الحق سبحانه وتعالى (وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). كان علماء الإسلام.. يرحلون من بلد لآخر لإيصال رسالة القرآن، والمجتمع الدولي اليوم.. يعيش حراكا تفاعليا مع الوسائل الحديثة للاتصال، التي اخترقت كل الحواجز. لقد أطلق مؤخرا.. الإعلان عن تأسيس «اليوم العالمي للتحرك»، والمجتمع الدولي يتفاعل مع «الأيام» التي تأسست وثبتت في «الأجندة» الإعلامية العالمية، ليتم الاحتفاء بها سنويا. يوم عالمي ل«الصحة» وآخر ل«هشاشة العظام» وثالث ل«البصر» ول«المرأة» وصولا إلى «اليوم العالمي لغسل اليدين». وذلك بتعاون وثيق بين المنظمات والهيئات الدولية. وكانت منظمة «اليونسكو» قد أعلنت في العام 1995م عن تأسيس «اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف»، واختارت يوم 23 أبريل من كل عام لذلك اليوم، وكان سبب اختيارها لذلك التاريخ.. كونه اليوم الذي توفي فيه «شكسبير». وفي مثل ذلك اليوم من كل عام يتجدد الاحتفاء والاهتمام بالكتاب على المستوى العالمي. وفي هذا المسار.. تطلق بعض الدول -منفردة- حملاتها الترويجية للاهتمام بالكتاب. «النمسا تقرأ.. وليكن لقاؤنا في مكتبة» ذلك هو شعار الحملة الثقافية التي أطلقتها حكومة النمسا في العام 2010م. وهكذا انطلق المشروع في كافة مدن وقرى النمسا على مدى أسبوع، وتم تزويد المكتبة الوطنية بثلاثة ملايين كتاب. ومن اليوم العالمي.. إلى الأسبوع العالمي، وصولا إلى تخصيص العام 2010م سنة عالمية ل«تقارب الثقافات». ذلك الحراك الإيجابي في الدول والهيئات والمنظمات الدولية يهدف إلى مواجهة التطرف والنزعة إلى الماديات. في كتاب الله العزيز، قال تعالى «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير». تلك هي ثقافة الإسلام التي جاء بها القرآن، والتي قام عليها مجتمع العدل والحرية في فجر الإسلام، وفي حقبات عديدة من الزمن، فماذا نحن فاعلون في هذا الحراك؟. قال تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن». إنها الدعوة إلى تأسيس «الشهر العالمي للقرآن» مهداة إلى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وسأعرض لاحقا لتفاصيلها. وغدا نلتقي إن شاء الله.