جاءت الحلقة الثالثة من مسلسل «خميس بن جمعة» الذي يعرض حاليا على قناة روتانا خليجية، مختلفة عن الحلقتين السابقتين في المضمون وفي الأداء إلى حد كبير. الحلقة التي حملت عنوان «خطاب علاج»، من بطولة فايز المالكي ومحمد المنصور ومشاركة عوض عبدالله وعبدالعزيز السكيرين وفخرية خميس وسعاد علي وطلال هوساوي، تجسد معاناة أسرة أصيب كبيرها بمرض عضال ويبحث عن علاج ينهي تلك المعاناة، ولأن ظروف تلك الأسرة متواضعة جدا لم تستطع الحصول على علاج، ويظل يعيش على المسكنات ويسيطر الحزن والوجع على تلك الأسرة. يبدأ الابن خميس بن جمعة الذي يعمل مراسلا في إحدى الوزارات ويؤدي دوره الفنان فايز المالكي، برحلة البحث واستجداء الآخرين والبحث عن وساطات وتقديم «المعاريض» للمسؤولين هنا وهناك، يحاول الوصول لوزير الصحة لكنه يواجه صعوبات كبيرة، تمضي الأيام والأب مسجى في منزلهم البائس تحيط به الأوجاع من كل مكان، وفي نهاية المطاف يصل للوزير ويقدم طلب علاج لوالده لكن طلبه ذهب أدراج الرياح، فقد الأب المريض الأمل بالعلاج وكذلك أسرته، وخيم الحزن عليهم في انتظار العلاج الذي لا يتحقق، ثم يرحل الأب متأثرا بمرضه، تمضي الأيام ويأتي موظف من وزارة الصحة إلى منزلهم يبلغهم بالموافقة على العلاج بعد رحيل الأب بسنتين، يتعامل معه فايز المالكي بشيء من السخرية التي جاءت في غير موضعها، بل كان من المهم استثمار هذا الموقف لتقديم مشهد درامي مؤثر يتم من خلاله تقديم العديد من الرسائل المهمة بدلا من السخرية الهزلية التي أضعفت من أهمية الموقف. وبوجه عام نقول، إن حلقة «خطاب علاج» لامست هموم العديد من المواطنين الذين يبحثون عن علاج لذويهم في رحلة تطول للحصول على سرير واحد في مستشفى متخصص، ووجهت رسائل متعددة للجهات ذات العلاقة حتى وإن كانت تلك الرسائل يشوبها شيء من الخلل. تمضي الحلقة في أداء يسعى ليكون تراجيديا وكان بالإمكان أن يكون مؤثرا لكنه لم يصل لذلك غير أن الفنان محمد المنصور نجح في تجسيد شخصية الأب المريض العاجز في دور تراجيدي وحيد في الحلقة وكان يفترض أن يسير أداء جميع فريق العمل بمثل هذا المستوى غير أن الأداء الهزلي -إن صح التعبير- الذي دائما ما يصر عليه فايز المالكي ومعه عوض عبدالله، ترك تأثيره الكبير على الأداء التراجيدي الذي غاب في الكثير من مشاهد الحلقة، حيث كان باستطاعة مخرج العمل أن يكون أكثر جدية في جعل الحلقة تسير في أداء تراجيدي في الحوار وفي الشخصيات وفي المواقف وفي المؤثرات الأخرى، فالموقف الإنساني كان مليئا بالوجع. ورغم هذا، يحسب لمسلسل خميس بن جمعة جرأته الكبيرة وهو يلامس أوجاع الكثيرين رغم كل الهنات التي يقع فيها أبطال المسلسل، وكم نتمنى أن يخرج فايز المالكي (بكرتكر) آخر مختلف غير هذا (الكرتكر) المكرر الذي لا يساعده على تنفيذ أدوار مهمة لا سيما في مثل حلقة جريئة كالحلقة الثالثة، ولا أدري لماذا يصر معه الفنان عوض عبدالله على تقمص شخصية لا يتقنها ولا تحمل أي دهشة أو إقناع للمشاهد، ناهيك عن انحسارها في مدار ضيق بين الهزل والتهريج محاولة الوصول للكوميديا، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.