ذو صوت متميز يدل على الخشوع والتقوى، رطب القلوب بتلاوته، سيل الدموع بترتيله، في صلاته خشوع يصاحبه ذلك الأداء الرخيم المتميز والصوت الباكي والخطب المؤثرة. إنه العالم المربي الشيخ عبدالله عبدالغني محمد عبدالغني خياط والذي ينتهي نسبة إلى قبيلة قضاعة ويكنى بأبي عبدالرحمن، ولد بمكةالمكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال سنة 1326ه، حفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في المدرسة الراقية، كما درس على علماء المسجد الحرام وتخرج في المعهد السعودي سنة 1350ه، وعرف بالبر والإحسان والرفق بالسائلين، كان ذا مواهب متعددة علمية وإدارية، جم التواضع، فيه أخلاق العلماء، وشيم الصالحين، كانت له أدوار مشرفة ومشرقة، ربى أجيالا كثيرة منهم الطالب والإداري والعالم وأستاذ الجامعة، وخلال حياته عمل مديرا للمدرسة الفيصلية بمكةالمكرمة ثم اختاره الملك عبدالعزيز رحمه الله ليكون معلما لأنجاله وعينه مديرا لمدرسة الأمراء سنة 1356ه بالرياض ثم عمل مستشارا للتعليم بالحجاز ومديرا لكلية الشريعة بمكةالمكرمة ومشرفا على إدارة التعليم بمكة. وفي عام 1376ه صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد الحرام ثم اختير بعد ذلك رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لكنه اعتذر وعمل عضوا في هيئة كبار العلماء واللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة. ألف العديد من الكتب منها أركان الإسلام الخمسة والأصول الثلاثة واعتقاد السلف وتأملات في دروب الحق والباطل وتحفة المسافر والتفسير الميسر وغيرها من الكتب المفيدة التي تعج بها المكتبة الإسلامية. وفي صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان سنة 1415 ه توفي الشيخ عبدالله خياط في مكةالمكرمة بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والتربية والتعليم، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.