حصد الشيخ أسامة بن عبدالله بن عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام كثيرا من الميزات والسمات التي وضعته في مكان علي وحفظته فيه بعد أن حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وقد كان له ما لم يكن لغيره من أئمة الحرم المكي الشريف، فقد سار على نهج والده الشيخ عبدالله خياط إمام المسجد الحرام الذي حفظ القرآن على يديه ليخلفه عندما شب حافظا ومرتلا وفقيها في إمامة وخطابة الحرم المكي. ولد الشيخ خياط ونشأ بمكةالمكرمة وتلقى بها علومه الأولية والابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية، ونشأ في كنف والده الشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، عضو هيئة كبار العلماء، وواصل مسيرته العلمية بتفوق واضح حيث حصل على شهادة البكالوريوس مع درجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى في الشريعة الإسلامية، قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة، ثم شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية، شعبة الكتاب والسنة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكةالمكرمة، ونال بعدها شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، شعبة الكتاب والسنة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى. رحلته في بحور العلم اعتمدت على عزيمة وطموح كبير، ولذلك انفتحت أمامه بتوفيق الله أبواب العلوم الشرعية، فحصل على إجازات إسنادية لرواية الكتب الستة والموطأ ومسند الإمام أحمد وسائر أمهات السنة الأخرى من جماعة من المسندين من أهل الحديث بعد أن قرأ عليهم، كما حصل على إجازة في التجويد من الشيخ محمود عبدالرحمن اليحيى بقصر المنفصل، وإجازة من والده الشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط المكي بعد أن حفظ عليه القرآن مجودا برواية حفص عن عاصم، إضافة إلى حصوله على إجازة علمية من والده بعد أن لازمه ملازمة علمية امتدت زهاء عشر سنوات قرأ عليه فيها طائفة من كتب أهل العلم في مختلف العلوم. وقد عمل الشيخ خياط في المجالات الأكاديمية والعلمية والفقهية، حيث عين معيدا في قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، ثم محاضرا في قسم الشريعة الإسلامية في الكلية نفسها، وانتخب رئيسا لقسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة لثلاث فترات متتالية. كما عين مدرسا في المسجد الحرام بموجب أمر ملكي، ودرس الصحيحين وعلوم الحديث، والعقيدة الواسطية وموطأ الإمام مالك و«المنتقى» للإمام ابن الجارود، وتفسير الإمام البغوي، واختير عضوا في مجلس الشورى في دورته الأولى بموجب أمر ملكي في عام 1414ه، وعين إماما وخطيبا للمسجد الحرام بموجب أمر ملكي في عام 1418ه. وللشيخ عدد من المصنفات والمنجزات الفكرية والفقهية منها كتاب «مختلف الحديث بين المحدثين والأصوليين والفقهاء»، و«التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح للحافظ العراقي»، و«التفسير النبوي للقرآن»، و«السراب الأكبر»، «في بيان تهافت الفكر الماركسي»، وغيرها من الكتب والمؤلفات التي تثري المكتبة الإسلامية.