هل يعتقد البعض منا الآن أن هناك مدرسا يفتح باب منزله لتعليم الطلاب عصرا دون أي مقابل مادي ؟. أو هل يتصور البعض أن هناك مأذون شرعي لايتقاضى مبلغ مالي لقاء عقد القرآن ؟. ومن يظن أن قاضيا يصدر حكما لكنه لاينطق بكلمة “ حكمت “. هذه الخصال الثلاث تجمعت في الشيخ سراج بن محمد نور بن عبدالغني ششه رحمه الله المولود بمكةالمكرمة عام 1317 ه . وكان والده مدرساً بالمسجد الحرام وهو ماجعله شغوفا بالعلم حريصا على تلقيه والبروز فيه فالتحق في بداية حياته كطالب علم في المسجد الحرام ثم في المدرسة الصولتية التي منحته جائزة التفوق على مدى عامين متتاليين هما عام 1330ه و1331ه ليتخرج منها عام 1334 ه بعد حصوله على شهادتها . ليبدأ بعدها رحلته العملية مدرسا بالمسجد الحرام بالإضافة إلى عمله كمدرس في المدرسة الصولتية . عين عضواً في أمانة العاصمة المقدسة عام 1356 ه كما عين عضواً في هيئة التميز عام 1361 ه . واختير للعمل كقاضٍ بمدينة تبوك عام 1364 ه ويقال إنه لم ينطق بكلمة حكمت طوال عمله بالقضاء . انتقل من تبوك إلى مدينة الطائف بها بوظيفة كاتب عدل عام 1366 ه . ثم رئيسا للكتاب بالمحكمة الكبرى بمكةالمكرمة عام 1367 ه فمساعدا لشعبة التنظيم بأمانة العاصمة المقدسة عام 1368 ه . وفي عام 1369 ه عين رئيسا لشعبة الحقوق والأوقاف بعين زبيدة واختير عضوا في مجلس الشورى من عام 1375 – 1388 ه ثم أحيل إلى التقاعد . وأثناء عمله بالتدريس كان منزله ملتقى للطلاب يعلمهم من بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب . وكان مأذوناً شرعياً وقد عقد أكثر من ألف عقد احتسابا لله . له مؤلفين هما “رسالة في مناسك الحج “ و “ رسالة في علم الفرائض “ ويقال إنهما فقدتا . لكنه ترك مكتبة قيّمة موجودة بمكتبة مكةالمكرمة .